الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حلم في ليلة عيد الاستقلال - صالح بحرق
الساعة 16:45 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

في ليلة عيد الاستقلال تذكر مبروك هذه المزرعة التي استلمها من تعاونية الفلاحين أيام الانتفاضة واراد أن أن يحتفل مع أسرته بهذه المناسبة التي جعلت منه أحد ملاك الأراضي فاشترى لحما وفاكهة وأقام لأولاده وليمة كبيرة وجلسوا يتبادلون أطراف الحديث حتى شبعوا و نامو.. 
وفي الصباح  ذهب مبروك  إلى الحقل  أخذ معه تلك المسحاة
وانطلق في تلك الوهاد وكانت الشمس لما تطلع بعد والحقل تصدر منه رائحة محببة إلى النفس تختمر شجونه واحاسيسه بهذه المناسبه التي جعلته سيدا على الأرض وتنهي حياة العبودية إلى الابد ولذلك  ماإن استقبل الحقل حتى دب فيه النشاط وقصد الساقية ليبترد اولا فخلع جبته الداكنة وانغمس حتى منتصفه في الماء.. وراحت العصافير تغادر أعشاشها عندما بدأت الشمس تخترق سعف النخيل وتلقي باشعتها الدافئة على الانحاء فتبدو الطبيعة وكأنها ولدت من جديد.
أخذ مبروك يعوم كبطة ضخمة وسط الساقية ويتأمل الحقل  الممتد أمامه والذي استلمه بعد انتفاضة الفلاحين ضد الاقطاعيين وقد اكسبته الخضرة منظرا جميلا وراحت الطيور تعزف انشودة الصباح وقد بسطت الشمس أشعتها على أشجار النارجيل الباسقة وكشفت عن تلك الجنات وإذا بصوت رقيق كبكاء طفل يصل إلى آذان مبروك..  فخرج من الساقية مسرعا وقد لف جذعه بازار ابيض وراح يتتبع الصوت فإذا هو أمام لقيط قد فارق الحياة للتو ولم يستطع   أن يلمسه أو يرفعه فانطلق إلى والده وقد ابصر مع انطلاقته شبحا وسط أشجار الباباي فلم يأبه له وأخبر والده الحاج يسلم بما شاهده فانطلق الاثنان إلى الحقل وقصدا ذلك الموقع ولكنهما لم يشاهدها احدا وأصيب مبروك بصدمة كبيرة وأطلق صوتا  مدويا افاق من خلاله من النوم بعد تلك المأدبة التي أكلها مع أولاده وهو يبحث في الغرفة عن ذلك الصبي فلم ير إلا زوجته وابنائه ووالده يحثه على الذهاب إلى الحقل.. وبقايا طعام الوليمة في وسط الخوان.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص