- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- أكثر من 29 غارة أمريكية تستهدف قيادات ومخابئ حوثية في صنعاء ومحيطها
- مدرس بدار القرآن.. تعيين محمد الصباري في منصب عسكري حساس يثير استياءً واسعاً
- تقرير يكشف تحالفاً سرياً بين الحوثيين والقاعدة في اليمن
- جريمة مروعة في صنعاء.. ميليشيا الحوثي تقتحم منزل مواطن وتختطف أطفالاً
- رئيس لجنة الأنشطة الرياضية في الجالية اليمنية: لن نسمح بتعطيل العمل الطوعي.. وعلينا نشر ثقافته بوعي ومسؤولية
- أفراح آل الباشا.. زفاف نجلي الشيخين نبيل وصلاح باشا في القاهرة
- قبائل محور شعيب تعلن جاهزيتها للمشاركة في معركة تحرير صنعاء
- مصادر قبلية تكشف حقيقة مصنع السيراميك في بني مطر المستهدف من قبل الطيران الأمريكي
- وول ستريت: قوات يمنية تستعد لشن هجوم بري ضد الحوثيين بدعم استشاري أمريكي
- غارة أمريكية تطيح بعقيد حوثي رفيع.. وتصاعد الاستهداف النوعي يربك صفوف الجماعة

أول عهد لي بدكان باعويضان كان في السبعينات.. عندما دخلت عدن لأول مرة لمواصلة تعليمي الابتدائي..
كان أخي الأكبر يعمل لدى التاجر الدوعني باعويضان.. في حانوت للمواد الغذائية.. يقع في شارع الصعيدي ويمتد إلى أيام الانجليز.. وكنت افد إلى الدكان لاشاهد اخي وهو يعد الراشن لربات البيوت العدنيات وكلي شوق لملاحظة شميم الفتاة الهندية التي تحضر مع امها..كان زمنا جميلا تسمع فيه لغط الباعة.. وأبواق السيارات.. وأصوات زبائن المخبازة المجاورة.. أما في فترة المساء فكنت اشاهد لعبة كرة القدم في ملعب شمسان.. ويمر علي المساء في مكتبة الثقافة الجديدة.
كان دكان باعويضان مشهورا في المعلا.. وكان اخي الاكبر طوال اليوم يعمل واقفا.. على رجليه.. ولم يكن ليجد حتى الوقت المناسب لاتحدث معه عن انطباعات زيارتي الى عدن.. وماهو الفرق بينها وبين الديس ..وفيما لو أنه سألني هذا السؤال لاجبته بأن الفرق شاسع بين الديس وعدن.. فلاتوجد في الديس فتاة مثل شميم.. ولكن هذه الأخيرة ماكنت لأجرؤ أن اقولها لاخي بل أظل أترقب وصولها إلى الدكان برفقة والدتها الفارعة الطول.
كان اخي يعامل الزبائن معاملة دقيقة تحسبا للاخطاء الوزنية أو السهو في عدم تسجيل الديون.. كان باعويضان يراقب اخي مراقبة شديدة مثل عادة التجار الدوعنيين المتميزين بالدقة في الحسابات.. والصرامة في العمل.. وكان اخي يرتدي أثناء العمل قرم ابو عسكري بدون جيب وعندما سألته لماذا لا ترتدي قميصا ذو جيب؟ فأجابني أن باعويضان يخاف من العمال أن يضعوا شيئا من النقود في جيوبهم اثناء انصرافهم إلى منازلهم.
كانت جميع متطلبات الأسرة من المواد الغذائية موجودة بالمحل.. بما فيها من العسل الدوعني والسمن البنادري والزنجبيل والالبان والحناء والكبزرة والحطب. وتعد اللحظات التي تفد فيها شميم مع امها من اسعد اللحظات على قلبي الصغير الذي تربى في حضرموت ولم يشهد هذا السفور الجميل في عدن فأدخل الدكان مرتبكا.. ومتلصصا ..حتى إذا اخذت موقعي وسط الفرشة تأملت ملامح شميم والاستماع إلى طريقة حديثها مع اخي. ولكم تمنيت أن تطلب مني شيئا اناولها أياه.. لكنها كانت تحجم حياء مني.. وتظل بلفتاتها الرائعة تصوب بصرها الي في لحظات خاطفة.. وباعويضان لما يزل يزن ارطال السكر لزبونة من حافون.. وصباح عدن يمضي جميلا.. ويمضي بي لحن الحياة إلى تتبع شميم.. وهي تغادر دكان باعويضان.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
