الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
على براق الشوق - أحمد المعرسي
الساعة 18:35 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


بـقلبٍ عـلى بـرقٍ مـن الشَّوقِ قد سرى
حَمَلتُ فؤادي مغمضَ الوعي؛ كي يرى
وبـي من جنونِ الشَّوقِ طوفانُ حسرةٍ
فـلـيـتَ حـبـيـبي بـالـذي هَـدَّنـي دَرَى!
ولاحــتْ لـنـا مــن طـيـبةِ الــرُّوحِ قُـبَّةٌ
تـغـنَّى بـهـا دمـعـي الــذي صـارَ أحـمرا


*                            *                           *
كــأنِّــي وقــفــتُ الآنَ، شُــبَّـاكُـهُ هُــنــا
هُـنا تـسجدُ الأقـمارُ في دهشةِ الذرى!
هُـنـا أحـمـدُ الـهـادي، وقـالـت غـمـامةٌ:
أَشُـــمُّ نَـــداهُ الآنَ يــنـداحُ فـــي حِــرَا
أَشُــــمُّ نَـــداهُ الآنَ، قــالـتْ خـديـجـةٌ:
تـــمـــازجَ بـــالأنـــوارِ لـــمَّـــا تـــدثـــرا
أتـــدرونَ مـــا مـعـنـاهُ؟ غـيـبٌ مـعـطرٌ
بـأسماءِ مـن لا يـعرفُ الـصَّحوَ والكَرى
نــبـيٌّ ســقـاهُ اللهُ مـــن عـــرشِ ســرِّهِ
فـفـاضَ عـلـينا مــن يـدِ الـغيبِ كـوثرا
وَعَــى مـن صـفاتِ الـحقِّ مـا لا تـقولُهُ
حـروفٌ، وأضـحى فـي دجـانا وأَقْـمَرَا


*                            *                           *
كـأنِّـي وقـفـتُ الآن، يــا نـخـلَ يـثربٍ،
بـسـاحِكِ فـجـرٌ، يـحملُ الـكونَ مُـثمِرا
نــداهُ سـمـاءُ الـجـودِ، مـعـناهُ مــا درى
بــهِ الـلَّـوحُ أســراراً، ومــا قــد تَـعَـذَّرا!
ونــادى بـأعـلى صـوتِـهِ الـجِذعُ قـائلاً:
غَــزَلْــتُ دمــوعــي لـلـمـحبينَ مِـنـبـرا
وكـمْ حَـنَّ نـبضُ الـقلبِ شـوقاً ولـوعةً
وبَــلَّـلَ مــن أشـواقِـهِ أَخْـمَـصَ الـثَّـرى
وإنِّـي هـززتُ الـجِذعَ، والـشَّوقُ قـائلٌ:
سَـبَـتْكَ الـمـنى، فـانـذرْ هــواكَ مُـحَرَّرا
فـــــإنَّ ســـمــاءَ الـعـاشـقـيـنَ قــريـبـةٌ
إلى الخلقِ، والإحسانُ من أوثقِ العُرى
وإن لاحَ مــــن تــلـقـاءِ يــثـربَ بـــارقٌ
ودمـعُـكَ فــوقَ الـخدِّ مـن لـهفةٍ جـرى
فـقلْ: يـا رسـولَ اللهِ، قـد بـاعَ عـاشقٌ
فـسبحانَ مـن زكـى لـه الـبيعَ واشترى


*                            *                           *
ســـلامٌ عـلـى مـعـناكَ يـصـطادُ أنـفـساً
يـمـانـيـةً لا تُـشـبـهُ الــركـبَ والــسُّـرى
تـطـيـرُ عــلـى أشـواقِـهـا، رُبَّ خــافـقٍ
يُــقِـلُّ عـلـى أنـفـاسِهِ الـكـونَ والــورى
وكـــلُّ فــتـىً يَـنـتـابُهُ الــحـبُّ واعـيـاً
ولـكـنَّ قـلبي مِـن لـظى الـوجدِ أُسْـكِرا
إذا غـبتُ في الأشواقِ حَجَّتْ بخافقي
قُـرَى الـعشقِ، ردُّوهـا إلـى أمِّـها القُرى!
وقــالَ لــي الـمـيقاتُ: أحـرمتَ رَاجِـلاً
أنـا فـوق جـمرِ الـشوقِ سافرتُ مُبْحِرَا
إلــى خـيـرِ خـلـقِ اللهِ يــا كــلَّ دمـعـةٍ
أَقِـلِّـي الـذي فـي طـورِ مـعناهُ أُحـضرا
إلـى خـيرِ خـلقِ اللهِ، مَنْ طيفُ وصفِهِ
بـــكــلِّ كـــمــالٍ شـــــاءَهُ اللهُ عُــطِّــرا
ومــن ذِكــرُهُ وَشْـمٌ عـلى الـعرشِ، إنَّـهُ
مــــلاذٌ لــنــا ديــنـاً ودنــيـا ومَـحْـشَـرا
ضـمـيـرٌ تــرى الأسـمـاءُ فـيـهِ صـفـاتِها
ومـــا زالَ ســرّاً عـنـدَ مــولاهُ مُـضْـمَرَا
ومـــا الــلَّـوحُ إلا جُـمْـلَـةٌ مِـــنْ كـتـابِـهِ
وكــم يـقـرأُ الـعـشاقُ بـالـحبِّ أَسْـطُرا!


*                            *                           *
عـلـيـهِ صـــلاةُ اللهِ مـــا حـــنَّ عـاشـقٌ
ومـــا مَــرَّ غـيـمٌ فــي سـمـانا وأمـطـرا
صــلاةٌ تـحـيطُ الـكـونَ فـضلاً ورحـمةً
وتَـهـمـي عــلـى الـدنـيا يـقـيناً مُـطـهَّرا
وتـجـمـعُ لـــلأرضِ الـسـعـيدةِ شـمـلَـها
وتـأتـي بـمـن عــن هــدي طــه تـقهقرا
فـقـد طــالَ قَـرنُ الـشَّرِ فـي خـيرِ أُمَّـةٍ
ومـــا طـــالَ قَــرنُ الـشَّـرِ إلا لِـيُـكسرا

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص