- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
ها أنذا أعود مرة أخرى .
قلتم لي قبل سنتين: لم نعد في حاجة إليك، طويتم سنوات شغلي ونقدتموني آخر يوم، وصرختم في وجهي مع السلامة.
وأنا كشجرة، اقتلعتموها من جذورها، وحذفتم بها بين أقوام القش.
ها أنذا أعود.
المؤهل نفس المؤهل .
العمر ليس كذلك، فيما مضى كان أربعين.. الآن : اثنان وأربعون .
أسرتي الآِن، عددهم ستة بدلا عن الستة.
سأشرح لك :
ثلاث واثنان وأنا بدلا عن ثلاثة واثنتان وأمهم.
سأوضح لك :
ثلاث واثنان وأنا : ستة . هذا الآن .
وثلاثة واثنان وأمهم: ستة. هكذا كانوا .
سأبين المسألة: عدد أفراد أسرتي لم يتبدل. ما استجد في الأمر، أننا استقبلنا مولودة جديدة العام الماضي، وتخلت عنا ربة البيت.
الأمر اتضح لك الآِن بالتأكيد .
وها أنذا أمامك نفس الِآدمي : صالح مرشد عبد الحنان.
أنظر: العينان هما .. الأذنان هما .. ما تغير هو أنني أصبحت أندفع إلى الأمام متعرجا مع انكفاءة على الخلف من منتصف ظهري، حتى لتخالني سأسقط من مؤخرة جمجمتي، لكني سرعان ما أعود أتعرج إلى الأمام حتى لتحسبنني أرقص في المكان مع أنني أكون أمشي على اثنتين فوق ارض الله.
سأشرح لك :
قدمي هذه : وأنا أشتغل على حمل أكياس السكر فوق ظهري، انزلقت فوق حجر فوق بلاط رصيف دكان , قدمي هذه .
انكسرت ساقي هذه. وسقطت على قفاي واعوج ظهري إلى الداخل هكذا , ودفع بصدري إلى الأمام : هكذا .
أظن أن المسألة واضحة في أنك تحسبني أرقص في المكان بينما في الواقع أكون اسير هكذا.. أنظر هكذا كما ترى فوق أرض الله.
نعم.. نعم هذا بالتأكيد .. أتظن أني كنت قادرا على إعالة الستة ، زائدا صالح مرشد عبد الحنان ؟
اضطر أكبر الصغار إلى ترك المدرسة.. لم يكن لي موقف مباشر من الأمر . كان يشكو في حماس عدم قدرته على فهم المدرس وأمعاؤه خاوية, خاوية بمعنى الكلمة.
طبعا ستتوقع أن أخاه فعل مثله... لاشك في ذلك ؟
- لا.. لا.. الأمر ليس كذلك بالنسبة للبنات..ويجب أن تعلم أن البنات لم يسلكن طريقا أبدا إلى المدرسة.
أكبر الصغيرات تركتنا وذهبت تخدم لدى إحدى الأسر الميسورة.
ستتوقع أن أختها سلكت نفس الطريق .... توقعك هذه المرة ليس صحيحا فلقد تخصصت هذه في خدمتنا .
نعم.. نعم .... هذا بالتأكيد , الثالثة ابنة العام الماضي مكثت ترضع من أمها .
هذا الترتيب لحال البنات لم يدم .
عادت الكبيرة .
تدهورت أحوال البيت وأحوال الأولاد وأختهم وأحوالي في غيابها، وعادت.. شهران في الخدمة قضتهما وعادت وقد طفح نهداها.
لو كانت أمها عندي لسألتها عن التفاصيل.
تحولات و تبدلات ظلت تنبري فيها.. وكل شيء حولها راكد لا يتحول ولا يتبدل وفي المقدمة هذا الأب : أنا صالح مرشد عبد الحنان.
الولدان بعد أن تركا المدرسة تعهدا البيت بالنفقات.
كيف أفسر لك فيهما ذلك التآلف ؟
كانا يعودان منفردين .
وعادة يعود الكبير أولا يظل ينتظر أخاه , لا يهتز صدره حتى يقرع أخوه الباب ويبدأ الصدران في الاهتزاز.
لا ترى شفتي أحدهما تنفرج دون شفتي أخيه.
أظن إذا عاد أحدهما أن لا أحد عاد . فقط عندما يقرع الباب ثانية , وينفتح ثانية , ويدخل أخوه أ, راهما عندئذ يدخلان ومعا يهذيان .
في المرة الأخيرة عاد أكبرهما .. انقضت ساعات ولم يقرع الباب ثانية .
ذهب المساء وجاء منتصف الليل ولم يقرع الباب ثانية .
ذهب منتصف الليل وجاء الغبش ولم يقرع الباب ثانية.
ضجت المآذن في المساجد وعدت من صلاة الفجر ولكنه لم يعد .
همهم شيء في صدري وراح جسدي ينقشع عني قشعة قشعة .
لم يقرعوا الباب .. فتحوه ودخلوا أضافوا إليه أخاه وذهبوا بهما بين عيني .
اجتازوا الباب يا سيدي غير متناسقين . كان عساكر الشرطة في واد . وزلداي في غيابة قلبي .
لم أعد يا سيدي أحتمل حالي .
البنت الكبيرة التحقت بعمال النظافة تذهب معهم كل مساء تشهر بلوغها فوق الإسفلت والأرصفة .تتفتح على الوسخ كل مساء.. بعيدة عنا .
الصغيرة ذهبت إلى بيوت الجيران تغسل الأواني والبلاط والألبسة المؤنثة والمذكرة, وتزيل في الصباح ما تخلف عنهم في المساء و ما علق بأدبار صغارهم .... وللجيران يا سيدي أولاد ليسوا بصغار ..
أعيدوني يا سيدي أعيدوني
إلى أي عمل ترغبون .... بأي أجر ترغبون .
ألم تعرفني ؟
لن أستطيع العودة إلى بيتي فارغ اليدين ..... لا.. لا.. لا.. الأمر ليس كما تظن.. لم آت لأطلب صدق صدقة..
ألم تؤكد لي حينها أنني عمالة فائضة ؟ وسلمتني هذا الملف .. أنظر نفس الملف قبل سنتين ؟
ألا تذكر وأنت تضع يدك ؟ نعم يمينك هذه على كتفي ؟ وكنت الوحيد من بينهم .. هؤلاء جميعا .. الذي وضع كفه وربت على كتفي؟ وتقول : لم نكن نود الاستغناء عنك إنني أقدر ظرفك لكن الأمور يجب أن تسير على هذا النحو.
- هل عرفتني يا أستاذ عبد الحق ؟
- ماذا ؟ هل قلت أنك لست الأستاذ عبد الحق ؟
- هل تقول أنه ليس بينكم موظف اسمه عبد الحق ؟
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر