الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
" بسطه صفر ... مقامه الإنسان " - عبدالرحمن الخضر
الساعة 17:40 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


قال الموظف للبقال : إعطني نصف حبة دجاج.
رد البقال : لقد أقفلت حساب الموظفين والعمال , لقد بلغت المديونية لدى كل واحد منكم ما يفوق ستة مرتبات .
قال الموظف للبقال : قالوا بأنهم سيدفعون رواتب ثلاثة أشهر بعد غد .
رد البقال : دائما تكررون أيها الموظفون هذه الجملة للبقال , وكل يوم .
قال الموظف للبقال : خلاص خليها هذه كمرة أخيرة .
رد البقال : سمعتها منك ومن الجميع أكثر من مرة . وكل يوم .
عاد الموظف إلى المنزل .
قالت زوجة الموظف : منذ خمسة أيام لم نأكل غير البيزاليا الصفراء التي وزعها برنامج الغذاء العالمي يا إبراهيم .
رد إبراهيم على زوجته : ما باليد حيلة يا صفية .
عادت مريم الكبيرة من المطبخ لتقول لأمها صفية وأبيها إبراهيم : دقيق الاغاثة وحمّصهم خلّص , ما باقي غير الاكياس فارغة . والعيال في المدرسة وسيعودون ولا طعام .
إلتقط إبراهيم الفكرة فرد عليها : إجمعي كل الاكياس حق الإغاثة من المطبخ واعطنيها .
ذهب إبراهيم بالاكياس في إبطيه إلى البنك , ككاريكاتير يمشي على قدمين , وكل العيون تبحلق فيه . سقط مرة واحدة قبل أن يصل إلى البنك .
قال للمدير : يا مدير , معي خمسة عشر كيس سأبيعها لكم لتنقلوا فيها النقود إلى البنك المركزي .
رد المدير : ما عدنا ننقل النقود , الناس خايفين على فلوسهم منا لو نوديها للبنك المركزي يقوموا يصرفوها للمقاتلين , وبطّلوا يوردوا لحساباتهم .
عاد الموظف وذهب بالأكياس إلى البقال .
قال البقال صالح للموظف إبراهيم : ماذا أعمل بها يا إبراهيم , لاحول ولا قوة إلا بالله . وتناول ربعين من الدجاج وأعطاه .
قال الموظف إبراهيم لصالح البقال : ليش ربعين يا صالح , ليش ما تخليهاش نص , وكلها صدر وما فيهاش ساق .
قال صالح لإبراهيم : ماعد حد يشتري نصف حبة يا إبراهيم , ياالله لو يستطيع الواحد ربع حبة على أسبوع . وكلّهم يشتوها ساق .
تذكّر إبراهيم أيام العز وهو ينادي في المطعم على الجرسون : يا مباشر يا مباشر , ربع حبة  ساق مع السحاوق بالجبن .
عاد إبراهيم إلى البيت .
قالت صفية لإبراهيم : لا بهارات ولا خضار ولا دقيق يا إبراهيم .
قال إبراهيم لصفية : إطبخوها جافة ياصفية .
قالت صفية لإبراهيم : والزيت حق الإغاثة خلص يا إبراهيم .
كانت طائرات التحالف تحوم في السماء وستقصف أي مكان في أي زمان هنا أو هناك .
عند برميل القمامة كان واحد من المجانين , يمر عليه الناس في كل مرة ويعطونه بعض أكل فلا يقترب منه حتى يأتي عمال البلدية ليأخذوه مع محتويات مقلب البرميل . ودائما يتناول قوته من البرميل .
في هذه المرة حين تقدم احدهم ليعطيه بعضا من طعام بطش إبراهيم بكيس الطعام من يده , وتناول دجاجة كانت بداخله  , وطفق يصيح : ساقين يا عيال ... ساقين .. إلقفوها إلقفوها .. " لقد عادت إليكم "
وقذف بالدجاجة عاليا , كان الناس يتابعونها تستدير في السماء قبل أن تسقط وسط الشارع المسفلت , كادت أن تهشم زجاج سيارة أحد المارة , لكنها سقطت قبل عجلة السيارة التالية .
لا يعلم احد إلى الآن أين سقط الصاروخ .

............

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص