الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عيد الجلوس - عبدالله البردوني
الساعة 14:57 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



هذا الصباحُ الرَّاقصُ المُتأوّدُ
فِتنٌ مُهَفْهَفةٌ وسِحرٌ أغيــــــدُ
ومباهجٌ ما إنْ يروقُكَ مشهدٌ
مِنْ حُسنهِ حتّى يشوقَكَ مشهدُ
الفجرُ يصبو في السفوح وفي الرُبى
والروض يَرتشِفُ النّدى ويغــــــــرّدُ
والزهرُ يحتضِنُ الشعاعَ كأنّهُ
أمٌّ تُقبِّلُ طِفلها وتُهَدهِـــــــــــدُ
في مِهرجان النور لاح على الملا
عيدٌ يُبلوره السّنا ... ويـــــــوَرِّدُ
فهنا المفاتِنُ والمباهجُ تلتقي
زُمَراً تكادُ مِن الجَمالِ تُزَغرِدُ

***
عيدَ الجلوس أَعِرْ بلادك مسمعاً
تسألْك أين هناؤها؟ هل يوجدُ؟
تمضي وتأتي والبلادُ وأهلُها
في ناظريك كما عَهدتَ وتعهدُ
يا عيد حدِّث شعبك الظامي متى
يروَى؟ وهل يَروى وأين الموردُ؟
حَدِّث ففي فمِكَ الضَحوكِ بشارةٌ
وطنيّةٌ، وعلى جبينكَ موعدُ
فيم السكوتُ ونِصفُ شَعبِكَ ها هُنا
يَشقى، ونِصفٌ في الشعوبِ مُشرّدُ
يا عيدُ هذا الشعبُ، ذلّ نبوغهُ
وطوى نوابغهُ السكونُ الأسودُ
ضاعتْ رِجالُ الفِكرِ فيهِ كأنّها
حُلْمٌ يُبعثرهُ الدُّجى ويُبدِّدُ

***
للشعب يومٌ تستثيرُ جِراحُهُ
فيهِ ويقذفُ بالرقود المرقدُ
ولقد تراهُ في السكينةِ .. إنّما
خلفَ السكينةِ غضبةٌ وتمرّدُ
تحتَ الرّمادِ شرارةٌ مشبوبةٌ
ومِنَ الشرارةِ شُعلةٌ وتَوقُّدُ
لا، لمْ ينم ثأرُ الجنوب وجُرحُهُ
كالنَّارِ يُبرقُ في القلوبِ ويُرعدُ
لا، لم ينمْ شعبٌ يُحرّقُ صدرهُ
جُرحٌ على لهبِ العذابِ مسَّهدُ
شعبٌ يُريدُ ولا ينال كأنّهُ
ممّا يكابدُ في الجحيم مقيّدُ

***
أهلاً بعاصفةِ الحوادث، إنّها
في الحيّ أنفاسُ الحياة تُردِّدُ
لو هزّتِ الأحداثَ صخراً جلمداً
لَدَوى وأرعد باللهيبِ الجلمــدُ
بينَ الجنوبِ وبين سارقِ أرضِهِ
يــــومٌ تؤرِّخُـــهُ الدما وتُخَلِّــــدُ
الشعبُ أقوى مِن مدافع ظالمٍ
وأشدُّ من بأس الحديد وأجلدُ
والحقُّ يثني الجيشَ وهو عرمرمٌ
ويَفِلُّ حدَّ السيفِ وهو مُهنَّدُ
لا أمهلَ الموتُ الجبانَ ولا نجا
مِنهُ، وعاشَ الثائرُ المُستشهدُ
يا ويحَ شِرْذِمةِ المظالمِ عِندما
تُطوى ستائرُها ويفضحُها الغدُ!
وغداً سيدري المجدُ أَنّاَ أُمّةٌ
يمنيّةٌ شَمّا، وشَعبٌ أمجدُ
وستعرفُ الدُنيا وتعرفُ أنّهُ
شعبٌ على سحقِ الطُّغاة معوَّدُ
فليُكبَتِ المُستعمِرون بغيظِهم
ولْيخجلوا، وليخسأِ المُستعبِدُ

***
عيدَ الجلوسِ وهل نَصتَّ لِشاعرٍ
هنّاكَ وهو عَنِ المَسَرَّةِ مُبْعَدُ؟
فاقْبَلْ رعَاك َاللهُ تهنئتي وإنْ
صَرخَ النشيدُ وضَجَّ فيهِ المُنشِدُ
واعذُرْ إذا صبغَ التنَهُّدُ نَغمتي
بالجرحِ فالمصدورُ قَدْ يَتنهّدُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص