الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
هاء الغائب - زندان التهامي
الساعة 09:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


جربَّ رغبتِه في البكاءِ فكان ابنُ آدمَ،
جربَّ رغبتَه في الغناءِ
فكانت فتاةً تُغني بعينين دامعتين لمن لا يجيء؛
فدمعته من ترابٍ
وأما أغانيه أواجعنا السابحات طويلا بلا أملٍ في الوصول..

 ....
 

أنا أنتَ،
أنتَ أنا،
وأنا ظلُ جرحٍ قديمٍ ترسخ في الروحِ،
ظلُ انتظارٍ فسيحٍ لحلمٍ بعيدٍ،
وشوقٍ إلى شرفةٍ لا تُطِلُّ سوى في المساءِ،
أنا جنةٌ سكنتْ في عميقِ الجحيم وكنتَ معي حينها،
كنتُ أشربُ من كفكَ الوقتَ،
تأكلُ من كفي الحبَ،
كنا صغيرين،
كنا نغني كثيرا،
فقلْ لي لماذا تركتَ حنيني يكبر في غفلة من فؤادي؟!
وماذا على الناسِ لو تركوني وإياكَ نقتسمُ العمرَ يومًا بيومٍ ونَقتسِمُ الدمع
نقتسم الخاتمة؟!!..

  ....
وحده قلبي الانَ يكبرُ،
يبكي، 
يغني،
يجوعُ، 
ويعرى،
ولكنه لا ينادي سواه هنا،
وحده يسحبُ الآن ظلَّ خطيئته الأبديةِ،
يحملُ أعباءَ أشواقِه
وينوءُ بها،
فينامُ على قطعةٍ من حصير.

 ....
وحدها آلةٌ ملءَ رأسي تفسرُ هذا الغيابَ الطويلَ،
تلملمُ ذاك الصدى،
تتمددُ كالله في كلِّ هذا المدى،
ولا لا صدى أو مدى،
لا هنا أو هناك
لأن الغيابَ أنا، 
يا عذاب الأنا
ولكنها وحدها ما تزال تُصَوِّرُ ما يستحقُ الحنينَ
وحينا تُصَوِّرُ ما لا يَحِقُّ ولا يستحِقُ
فغايتها -مثلما أفصحتْ- أن تظل تصور أو تتصور في كل حال..
   
 .... 
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص