الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
طقوسٌ صعبةُ التأويل - عبدالواحد عمران
الساعة 13:43 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


اللحظةُ الآن الفضاءُ الأولُ
غنمٌ وراعيتانِ والمتأملُ
الفيشُ يصحو بالثغاء،ِ ووجهُهُ
بجمال أية أعينٍ يتغسلُ
يصحو مفاجأةً، يسرّحُ شعرَهُ
المبتلَّ بالشمسّ الصبيّةِ
منجلُ
يستفززُ المرعى الصباحُ بصبيةٍ
ضحكاتُهم كالعمرِ لا تتأجلُ
وهديلِ ساقيةٍ على إيقاعها
يتشاكسان: صبيتان و(جاهلُ)*
(شلُّوكْ يا جني)  ويصعدُ صخرةً
يلقي بضحكتهِ لهنّ وينزلُ
(يا جنّيَه ردي شواهشْ بوّحنْ)**
كذبا..  يشاكسهنّ   لا يتغزلُ
وهناك تلُّ
خلفهُ مجموعةُ امرأةٍ
لجاراتنا (سعودَ)  (تجحّلُ)***
ظللٌ مزركشةٌ صدى ألوانها
صعبٌ على التأويلِ فهْوَ الأوّلُ
قصبُ المجازاتِ القديمة لم يعد
يجدي فتبتكرٌ المجازَ الأرجلُ
وأبي يناديني أنا ذاك الصبيُّ
على (الرواعي) دائما أتنزّلُ
اللحظةُ الآن الفضاءُ، الأولون
الطيبون عن المكان ترحلوا:
جدي الذي ادخرت لنا فانوسُهُ
من عمره ضوءًا عليه نبسمل
وإذا صحونا ظامئين يدلنا
للزمزميةِ والدجى متكتّلُ:
تركوا لنا ترنيمةً من حكمةٍ
عشنا على آثارِها نتوكلُ
والأصدقاءُ الأصدقاءُ كعهدهم،
لولا المسمّى العمرَ لم يتحوّلوا
أبناؤنا حملوا شقاوتَنا على
أكتافِهمْ عنا فلا نتبدلُ
عشرون عامًا غادرتْ، أيامُها:
شايٌ ونعناعٌ وقاتٌ يُثملُ
لتجيءَ لا أدري حياةُ طعمُها
في القلبِ من أم المرارة حنظلُ
يونيو2020

...................................


*جاهل: ولد صغير وجمعه جهوّيل أو جهال عند بعض اللهجات اليمنية
**الشواه الشياه، بوّحنْ: نفشت في زرع القوم
***تجحّل: النساء ترقص

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص