الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصة
بائع لخم - صالح بحرق
الساعة 18:56 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 
 افترش بائع اللخم المساحة الضيقة بينه وبين بائع التمر ووزع اصناف الحيتان اللخمية على الجوانب.. فتصاعدت رائحة اللخم التي تزكم الانوف.. وانتشرت قريبا من مدخل الجامع.. وصيدلية الأدوية. 
واقتربت بضع من النسوة يساومن البائع على حوت لخم عربي قرينية وبعض الحيتان السبلية المجففة والهمراني والهلكة وبو حنك فيما كانت الشمس تتوارى الى المغيب وسوق الديس قد دبت فيها حركة رهيبة حيث اجتمع نفر من الرجال على بائع التمر المرزوم بينما في الوسط تشاهد بائع عسل المريمية والبغية والسمرة .
وبدأ بائع اللخم يقطع بعض الحيتان إلى قطع صغيرة محتفظا بالزعانف والذيل في ديشة خاصة. وكان يؤدي ذلك العمل بواسطة سكين حادة أو ساطور.. كان يرتدي بدلة واحدة للعمل وأداء الصلوات.. ولم يكن يزن اللخم بالكيلو جرام وانما كان يبيعه بالحوت ويصل سعر الحوت من الأنواع الممتازة إلى ثمانية ألف ريال لحوتين مزدوجين..
وعنت لي فكرة أن أشتري حوتا صغيرا من اللخم كان أبي كثيرا مايأكله على فطوره.. ولما رآني البائع استصغرني ولم يتوقع من شخص ذو هندام انيق أن يبتاع لخما ظل لفترة أسبوع مجففا في حوش اللخم المكشوف. ولكنني بادرته بالقول: لو سمحت قم بتقطيع هذا الحوت وذكرته باسمه : أبو حنك.. ولاتأخذ زعانفه.. فاني أنوي أن أصنع منها مرقا ..
تناولت اللخم وطوال الطريق كانت الرائحة تتصاعد لتسد عنان السماء وأنا أقول في نفسي كيف اهتديت إلى ابي حنك..
كان الظلام قد طوق القرية وشممت رائحة اللخم فتذكرت موائد العشاء في المطاعم وعليها ناس بسطاء يعشقون هذه الأرض كما يعشقون رائحة اللخم.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص