الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
نهرٌ بين انتظارين - محمد الغيثي
الساعة 09:35 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

بين انتظارٍ وانتظارٍ أشتهي
أفقاً أجدَّ من الفراغِ المنتهِ

وقتاً إضافياً لتوديع الفتى
ما كان يفعلهُ بفائضِ وقتهِ

وبدايةً أخرى بحزنٍ آخرٍ
يبدو كتمثال يقومُ بنحتهِ

وعيونُ سيدةٍ تشاغلُ ذاتها
عمن تحبُ بذاتها عن لفتهِ

لا تزرعُ الحقل الكبيرَ ببذرةٍ
أو تنفقَ القمحَ الكثيرَ بشتهِ

تمشي وراءَ الغيمِ طولَ نهارها
لكنها في الليلِ غيمة بيتهِ

أنثى تبادلهُ المحبةَ نفسَها
لا غيرةً كالنهرِ ليستْ تنتهي

لا أخرياتُ الأخرياتُ معدةٌ
للآخرينَ وأنت وحدك أنتِ هي

بين انتظارٍ وانتظارٍ جد لي
سببٌ لأفلتَّ من براثن موتهِ

ذهبتْ حياتي في قطارٍ خاطىءٍ
يا سكةَ المجهولِ أين أخذتهِ

هذا الذي كالثلجِ ما زال الذي
كالشمسِ تشعلهُ عواملُ كبتهِ

في غربةٍ ما زال يطلبُ غربةً
إن ثم ما يغنيكِ عنهُ تركتهِ

هو لم يفرط مرةً بوجودهِ
ليضل عمداً عن أناهُ ويلتهي

سيذوبُ حتى الشمعدانُ وشمعهُ
ما ذابَ منذُ على الغيابِ أمنتهِ

خانتهُ يا دنيا ظروفُ حياتهِ
هو لم يخنكِ ولا يظنكِ خنتهِ

كنتِ امتلأت بهِ كما امتلأ المدى
بالأكسجينِ ومنكِ أنتِ ملأتهِ

لم توقعيهِ على يديهِ هو ارتمى
كالمزهريةِ .. حينَ حط كسرتهِ

ما زال أجمل ما يكونُ قصيدةَ
ويفيضُ حباً كلما أوجعتهِ

وكما يحب ..كما يحبُ سينتقي
حلماً ليصبح غير ما قد كنتهِ

لن يعدمَ المعنى ومن رحم الأسى
ستهبُ ريحٌ مثل ضحكةِ بنتهِ

لا ماءَ في الكلماتِ من أين أرتوى
ما دمتِ في شفةِ اليباسِ زرعتهُ

الماءُ نهرُ في الرؤى متفرعٌ
لا بدَّ من فرعٍ يمرُ بنبتهِ

من لم يفارقْ يأسهُ من نفسهِ
قد يستمرُ على تعهدِ مقتهِ


٢٤ أغسطس ٢٠٢٠ م

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص