الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قارب - صالح بحرق
الساعة 11:22 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

ابتعد بقاربه عن الشاطىء وألمح في داخله توقا إلى الابتعاد إلى عمق البحر كان يبدو بملابسه البيضاء كنورس مائي متآكل وكانت قد نبتت له  على وجنتيه ندوب حمراء متورمة وتحت جفنيه تلاقت خطوط متعرجة داكنة وبدأ في قاربه وحيدا تتقاذفه اتجاهات شتى وهو لا يدري بالضبط لم ابحر هذا اليوم إلى البحر ومالدواعي التي دفعت به بالرغم من تحذيرات جهات الأرصاد..لكنه كان يحس في قرارة نفسه باندفاع غريب إلى البحر ليشكو إليه من همومه بيد أنه لايعرف هذه الهموم من كثرتها لقد تداخلت وتشابكت حتى غدت هما ثقيلا واحدا يسد دو نه الأفق كلما جاء يشم الهواء..كان قد ترك بأربع تتقاذفه الأمواج وهو غير مبال بالجهة التي يتجه إليها وفي نفس الوقت يشعر بنوع من التحرر من ربقة ضلالات وأوهام تكبله ويمنحه البحر قدرة على استيعابها أو الاصغاء إليها.
التفت إلى اليابسة فزاحمه شعور بالضيق والتبرم وانطفأت فيه العديد من الرغبات ماتت وهو ينظر إلى الساحل الذي تفصله عنه الأمواج وفيما هو ينأى عن اليابسة موغلا في العمق والزرقة اللامتناهية  ايقظته زوجته للدوام..فتح جواله وصب عليها جام غضبه قائلا لماذا أرجعتيني وكنت ماضيا  إلى هنالك؟
وفيما هو ينزل من السرير أخذ يتساءل: من أين لي ذلك القارب؟

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص