الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عَرَبـيٌّ في الجِيتُـــو- يحيى الحمادي
الساعة 11:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

رَأسٌ يُـــطِـــلُّ.. ويَــخـتَـفِـي رَأسُ
وعــلـيـكَ أَنـــتَ يُــرَاهِـنُ الــيَـأسُ

صَــنَـمٌ يُــبَـاعُ.. ويُـشـتَـرَى صَـنَـمٌ
وعــلـيـكَ أَنـــتَ يُــرَاهِـنُ الــفَـأسُ

وعــلـيـكَ أَنــــتَ تُــرَاهِــنُ امـــرَأَةٌ
فــي رُسـغِـها "الـمِفتاحُ والـسَّلسُ"

وإِلــيـكَ أَنـــتَ يُـشِـيرُ مِــن كَـثَـبٍ
كَــهــلٌ، يَــكَــادُ يَــضُـمُّـهُ الــرَّمـسُ

وإِلــيـكَ أَنــتَ يَـحِـنُّ مَــن وَرِثُــوا
دَربَ الـشَّـقـاءِ.. ومــا بِـهِـم تَـعـسُ

وُلِــدُوا عـلـى قَــدَرِ الـمُـخَيَّمِ.. لَـم
يُـضحُوا عـلى وَطَـنٍ، ولـم يُـمسُوا

وإلــى الـشَّـتاتِ نَــأَت بِـهِـم طُـرُقٌ
عَــمـيَـاءُ.. لا تَـسـعَـى، ولا تَــرسُـو

أَعَــلَـى سِــوَاكَ يُـراهِـنُونَ؟! وقــد
خُــذِلُـوا، وخــانَ الـجِـنُّ والإِنــسُ!

مـــا اسـتَـبشَرُوا بِـغَـدٍ يَـعُـودُ بـهِـم
إِلَّا وعَـــــــادَ بِــشُــؤمِــهِ أَمــــــسُ

*****

يــا ابــنَ الـقَـضِيَّةِ.. أَنـتَ أَنـتَ لـها
لا الـشَّـيـخُ.. والـعَـيلُومُ.. والـقَـسُّ

فَـــدَعِ الــهَـوَانَ لِـخَـاذِلِيكَ.. فَـهُـم
مِـن طُـولِ مـا سَـجَدُوا لـهُ فُـطسُ

لا تَــشـكُ قَـسـوَةَ مــا تُـحِـسُّ بــهِ
فَـبَـنُـو الـعَـمَـالَةِ مـــا لَــهُـم حِـــسُّ

لا تَـشـكُ مِــن وَطَــنٍ إِلــى وَطَــنٍ
وَطَــــنُ الــعُـرُوبَـةِ كُــلُّــهُ حَــبــسُ

وَطَـــنُ الـعُـرُوبَةِ.. مــا يَــزَالُ بِـعـا
رِ الــجَـاهِـلِـيَّـةِ عُـــريَـــهُ يَــكــسُـو

مــا زالــتِ (الـغَبرَا) و(دَاحِـسُ)، لا
(ذُبــيَــانُ) آسِــفَــةٌ، ولا (عَــبــسُ)

مــــا لِـلـقَـضِـيَّةِ بَــعــدَ أَن لَـبـسُـوا
ثَـــوبَ الصِّــراعِ، فَــمٌ، ولا هَـمـسُ

فَـالـقَائِلُونَ لـهـا: انـطِـقِي، سَـكَـتُوا
والــسَّـاكِـتُـونَ كَــأنَّــهـم خُـــــرسُ

والـخَـائِفُونَ عـلى الـعُرُوشِ جَـثَوا
وتَـصَـهـيَـنُوا.. وتَــزَايَــدَ الــفَـقـسُ

لا تَــرتَـقِـب (حَــزمًـا) ولا (أَمَـــلًا)
أَمَــــلُ الــدَّعِـيِّ وحَــزمُـهُ وَكْـــسُ

هـــي طَـعـنَةٌ فــي الـظَّـهرِ غــادِرةٌ
وسِـــوَاكَ لن يَــأسَـى، ولن يَــأسُـو

(كـم كُـنتَ وَحـدَكَ).. غَيرَ أَنَّكَ مَن
سَـيَـقُـولُ: (لا)، فَـيُـصِـيبُهُم مَــسُّ

كـم صِـرتَ وَحـدَكَ.. والـوَحِيدُ لـهُ
مـا سَـوفَ يَـبهَتُ يَـومُهُ (وَارسُـو)

*****

يــا ابــنَ الـقَـضِيَّةِ.. لا تَـلُـم أَحَــدًا
فَـالـطُّـهـرُ عِــنـدَ عَـدِيـمِـهِ رِجـــسُ

أَنــتَ الـسَّـماءُ إِذا الـوُجُـوهُ خَـبَـت
أَمــوَاهُـهـا، واســتَـأسَـدَ الــجِـبـسُ

هُـو ذَا ضُـحَاكَ الـيَومَ عـادَ ضُـحًى
وذَوُوكَ بــيـن خُـصُـومِكَ انـدَسُّـوا

إن لـــم تَــكُـن نَـطَـقَـت بَـوَارِجُـهُم
فَـلْـتَـنـطِقِ "الـسِّـكِّـينُ والــدَّعـسُ"

وَلْـتَـقسُ أَنــتَ الآنَ يــا ابــنَ أَبـي
إِنَّ الـــــدَّوَاءَ يَـــحِــنُّ إِذ يَــقــسُـو

لا تُــرجِــعِ (الــثَّــورَ) الـجَـديـدَ إِذا
مـــــا فَــــرَّ.. إِنَّ بَــقَــاءَهُ نَــحــسُ

أُيُــقَـالُ -يــا ابــنَ أَبــي- لِـمُـنسَلِخٍ:
والـقُدسُ؟! مـا يُـدرِيهِ ما القُدسُ!

هــــو (رَبُّــــهُ والــدِّيــنُ) سُـلـطَـتُهُ
هـــو (قُــدسُـهُ والـكَـعبةُ) الـفـلسُ

هـــو تــاجِـرٌ.. وأَخُـــو الـتِّـجارَةِ لا
يَـعـنِـيـهِ إِلَّا الــكَـسـبُ والــبَـخـسُ

هـــو فـاحِـشٌ.. ومِــن الـكَـبَائِرِ أَن
تَــنـهَـاهُ عــــن فَـحـشَـائِهِ الخَمـسُ

ومِـــن الـسَّـذَاجَـةِ أَن يُــلَامَ عـلـى
مـــا طـــالَ فـيـهِ الـشَّـكُّ والـلَّـبسُ

ومِــــن الـحَـمَـاقَةِ أَن يُــقـالَ لَـــهُ:
عـاكَستَ.. كـيف يُـعَاكِسُ العَكسُ!

*****

لا بَــأسَ إِن نَـقَـضَ الـعُـهُودَ.. فـما
لِـلـنَّـاقِـضِـينَ عُــهُــودَهُـم بَـــــأسُ

لا بَــأسَ إِن رَقَــصَ (الـيَـهُودُ) لــه
فَـغـدًا عـلـيهِ سَـيَـرقُصُ (الـفُرسُ)

لا بَـأسَ.. (عِـيدُ الـفِصحِ) أَفصَحَهُ
و(الـخَـندَريسُ) أَمَـالَـها (الـدِّبـسُ)

مــــا دامَــــتِ الـصَّـحـراءُ عــاريَـةً
هَــيــهَـاتَ أَن يَــتَـغَـيَّـرَ الــطَّـقـسُ

لا تَــلــتَـقـي امـــرَأَتَـــانِ بِـــامــرَأَةٍ
إِلَّا وكــــــان الـــرَّابِــعَ "الـــدَّنــسُ"

وهُـنـاكَ أَعــرَافٌ، فَـلَـيس عـلى الـ
ـمُـتَـجَـنَّـسِينَ يُــحَــرَّمُ "الـجِـنـسُ"

لا ظُلــــمَ قُلتُ.. فَـــإنَّـــهُ رَجُــــــلٌ
بــيـن الــرِّجَـالِ، ومـــا لَــهُ غَــرسُ

(هَف بَالمَهيمُ)، و(ميجدلورُ)، على
شَـطَّـيـهِما كـــم شَــاقَـهُ الـغَـطـسُ

حــيـثُ الـخُـصُورُ الـلُّـدنُ مُـرسَـلَةٌ
وعــلـى الــصُّـدورِ قَـنـابِـلٌ مُــلـسُ

حـيـثُ اشـتِـباقُ الـرَّمـلِ فـي دَمِـهِ
يَـعـرَى، وحَـيـثُ مَـصَـارِفٌ تَـكـسُو

حـيثُ الـكُؤوسُ هُـناكَ تَـشرَبُ مِن
يَـــدِ شـــارِبٍ.. خُـطـواتُـهُ لَــحـسُ

لا شَــيءَ -بَـعـدَ الـكَـأسِ- يُـسـكِرُهُ
إِلَّا احــتِــرابُ ذَوِيــــهِ، والــكَــأسُ

مـــا أَقــبَـحَ الـعَـرَبِـيَّ وهــو عـلـى
دَمِ أَهـــلِــهِ ودُمُــوعِـهِـم يَــحـسُـو

*****

يــا ابــنَ الـقَـضِيَّةِ.. لا قُـنُوطَ لِـمَن
نَــفَـسُ الــتُّـرابِ هَـــوَاهُ والـنَّـفسُ

تَــأبَـى الـقَـضِـيَّةُ أَن تَـهُـونَ وفــي
دَمِـــنــا لـــهــا ولِأَهــلِــهَـا نَـــبــسُ

(لَـحمِي عـلى الحِيطانِ لَحمُكَ) يا
مَــن فــي الـشَّـقاءِ مـعي لَـهُ أُنـسُ

نَـفَـخَ الـغُـرابُ عـلى دِمـائِكَ؟! هـل
بـِ(الـشَّمعَدَانِ) سُـتَطفَأُ الشَّمــسُ؟!

هــو رَاحِــلٌ.. كَـجَميعِ مَـن سَـبَقُوا
طَـمـسًا، وإِن حَـفَرَ اسـمَهُ الـطَّمسُ

لـن يَـقبَلُ (الـجِيتُو) الغَـريبَ، ولَو
عُــقِـدَ الــقِـرَانُ.. وأُعــلِـنَ الـعُـرسُ

وسَـيَـعـلَمُ الأَغـــرابُ مـــا جَـهِـلُـوا
وتَـجَـاهَـلُوا، وسَـيَـصدُقُ الـحَـدسُ

هـــــذا الـــشُّــذُوذُ لــــه عَــوَاقِـبُـهُ
فمتى..؟ متى يُستَوعَبُ الدَّرسُ؟!


20-8-2020

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص