الجمعة 20 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……..والقلم
شهد المرأة الأكثر حضورا … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 12:26 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الخميس 20 أغسطس 2020
 

يرددون بغباء منقطع النظير، وينسبون ما يلوكونه بألسنتهم إلى صحيح الدين ...بينما الدين بريء ورسوله بريء مما يأفكون ….
يؤطرالذكرمسألة الشرف بما يخدم تربيته الذكورية التي بها يشبع غريزته ،وإذا سألته ؟ قال لك : الدين ..

عندما تقرأ لأحمد ابن حنبل وماقاله في المرأة وعنها تلعن الببغاوات من اخمص اقدامهم إلى شعر رؤوسهم ...والدين قرآنه ونبيه لم يقولا ب: " المرأة ناقصة عقل ودين " ، هم يقولون بذلك ، وفي نفس الوقت يرددون : " النساء شقائق الرجال " …!!!!!

ليست ناقصة عقل ودين ، لا يمكن للرسول أن يتزوج ناقصة ...وأنظر فامرأة هي شهد إسماعيل نعمان - بضم الشين - في حياتها كانت تساوي عشرات الذكور ، على أية حال فالرجال كانوا تلك الأيام كثرة ويعترفون للمرأة بمقامها ، حتى أقبل زمن الذكور وفضلوا أن يشبعون غرائزهم على حساب ماهو صحيح …

عمتي ، خالتي ، جدتي ، عمة والدي ، خالته ، إبنة جده ، إبنة عمه ...امي ، أمه ، أمنا ….هي بالمجمل كانت كل تلك المعاني المكثفة قيم إنسانية عالية الهيبة ….

هيبة شهد كان لها مثيل في غزال اخت الشيخ منصور شيخ الصلو التي رأيتها يوما وحزام الرصاص على خصرها ، والبندقية بيدها ، كذلك كانت بنت رقيب التركي تمر على كل القرى من قريتنا راكبة حصانها ، ينحني لها وله كل الذكور ….

نعم بنت عبده - بضم النون - كانت توزن الذكور كلهم وكانت من الرعية الكبار ، تضاهي بثورها المشائخ وذلك له معنى كبير ، وكانت كدرتنا تحسب لها الف حساب لعلو شخصيتها …وفي الصلو توفيت مؤخرا من يطلقون عليها محقين : " ملكة الصلو الشيخة زينب الباشا" ….

والدي الذي كان له هيبة والهيبة لا اروج لها لغرض ما ، فهيبته تعنيني وحدي ، كانت تلك الهيبة والرجولة تقف أمام شهد اجلالا واحتراما ،فإذا قالت شيئا ، قال : آمين إدراكا لحكمتها ….

بوحي من انتماءها الإنساني وليس القروي كما قد يقرأه بعض الرفاق !!! انتماءها القيمي لقريتها بما تعنيه ، زرعته في أعماق أبنائها ، فصاروا اوفياء لاخوالهم بوحي من ذلك الانتماء الذي لازال حاضرا إلى الآن المداحج وبالتالي على نفس الخط الذي أسسته علاقة استثنائية بين كدرتنا ومداحجنا ……

شهد لم تكن امرأة قوية الشخصية تدحض صغرالذكور وبعض الرجال ، كانت معنى ساميا أكتب عنه ، وليس الغرض منطقتي ولا قريتي ، بل لكل شهد في كل قرية يمنية …

مرات كثيرة اقتربت من القلم لأكتب عنها ، عن مثلها ، عن المفرش - الديوان - الذي كان يفترشه نجلها الأكبر صاحب الحلم الذي لم يتحقق الشيخ درهم سعيد فارع رحمه الله ...ذلك المفرش في دار جدي بجاش عرفت من والدتي قبل عام تقريبا أنه كان مسمى " ديوان درهم " ، كان يأتي إليه إحساسا بالانتماء للمكان ….درهم كان رجل اعمال ناجح وشخصية عامة جزء من مشهد سبتمبر 62 وماقبله من عدن …

شهد بنت إسماعيل نعمان أنا انتمي إليها كقيم إنسانية جميلة ، وإذا اراد المشكك فليقرأ حكاية البالة تلك القصيدة العظيمة التي مهرها مطهرالإرياني إنصافا لها وله أحمد ظافر ذلك الذي ترك البلاد من الظلم وذهب وفي جيبه " أثنين أعواس " …كما قالت " أم الجميع قبول العنسية "...

أنا أكتب عن شهد لسبب أكبر، لقيم تندثر، لاخلاق تحولت إلى سلع رديئة …
هل تعلموا لماذا هو ذلك الزمن زمن جميل ، بسبب القهروالظلم والاستعباد ، واخذ حق البسطاء بالقوة، فقاوم الإنسان كل الظلم ،بالفرح ، بالتواد ، بالتراحم ، بالشرح ، بالأغنية ، بتبادل العواطف والاشواق ، فالامور بمضاداتها ، فالألم يقابله تحد إنساني لامثيل له …

كان زوربا اليوناني إذا صعبت الحياة وادلهمت النهارات ذهب إلى شاطئ كريت وبدأ يرقص حتى يصل إلى ثمالة الاحساس الإنساني الراقي بالذات ، بعدها يتحدى كل القهروالوان الظلم ..يقاوم بالإبتسامة والاصرار على النجاح …

شهد بنت إسماعيل نعمان مشروع روائي لامثيل له ...ففي شخصيتها كل دراما زمنها الذي امتد حتى تخوم الزمن الرديء ...، فذهبت ورأسها عال لايطاول قمته سوى جبل مطران وقيمها عالية السمو …

رحمها الله ...ولا عزاء للذكور

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً