الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
نقش على خيط حرير - عبدالودود سيف
الساعة 16:44 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أحاول قتلَ الفراغ
وأبدأ من آخر السطرِ

أمحو تجاعيد وجهي
وهذي الرضوضَ ـ النياشينَ في القلبِ
والدمعة المستظلة في سقف إسمي
وأُسرف في الابتهاج قليلا
فأفتح كفي
وأمسح تقويم عمري القديم
وأبراج حظي المهادن فيها
وكل الخطوط التي رَسمَتَهْا على باطن الكفِّ
لكنها تلتقي كلها
وتشكل سهماً يصوّب نحوي
فيخترق القلبَ .
ها إنني قاب قوسٍ من النصف
فلأدخل الآن قلبي
وأخلع آخر أضراسها في فمي
وأضرب صفحاً بكل مواعيد حبي التي
نمْتُ تحت نوافذها حالما
وأعلن أني اكتملتُ
وساويت بين النساء، وأني
أجمِّع من رفِّ دولابها
ما تبقى من الكلمات التي كنت أزمع
أهذي بها
وأحنث بالكلمات المقالة
ثم ألملم من قبضة الريح إسمي
وأبدأ من أول السطر ثانية .

*

أنا الآن أُغوي فتاةً لها نفس سمرتها
وأثقب في صدرها الماءِ مقدار بسملةٍ
ثم أدخل أفتتح الأرض من فصِّ سُرتها
وأبني على برج حلْمتها كوكبا
وفي نقطةٍ منه نائيةٍ أبتني وطنا.
أحاول قتل الفراغ فأصغي لوقع نشيدي
وأسمع أرضا تعلق أجراسها
ونهرا من الحلم يأخذني في خطاه

وأرحلُ

أرحلُ .

عما قريبٍ سألغي الخرائط
أو امسح من رقعة الأرض تلك الطلولَ
البعيدة.

وأشطب أسماءها وتضاريسها
والدفوفَ التي كنتُ أنعس عند سماعي لها

فارهفوا السمعَ
هذي بلادي الجديدةْ.
وهذا أنا بالغٌ حلمي
وسن التفاؤل قبل اكتمال القصيدة.

*

أحاول قتل الفراغ بحبٍّ جديد
وأبدأ من أول السطرِ
أرتق قلبي
وأنقش في رقعةٍ من حرير
بلاداً تكون على قدر أمتعتي
وخطاي .

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص