الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
لعابرٍ.. غير مسبوق - عبدالله البردوني
الساعة 11:00 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

كـ بابِ كوخٍ مأتمي
أصغي إلى تهدُّمي

كـ بدء مسرحيةٍ
تهوى ختاماً ملحمي

أمتد نصف شارعٍ
يجُرُّني تقحُمي

* * *

تطير قدامي يدي
تنجرُّ خلفي أعظُمي

أخاف من تقهقري
يُخيفني تقدُمي

أعدو أضيع داخلي
أجثو يفر مجثمي

أرمي أمام خطوتي
رأسي قُبيل أسهمي

* * *

كل الخيول أقبلت
وكل سوقٍ (علقمي)

التلُ وكْرُ هَجمةٍ
والمُنحنى تهَجُمي

تعندمت بيضُ الحصى
وارمدّ كل (عندمي)

* * *

الصحو يخشى يغتلي
ألغيم يخشى ينهَمي

النهر جدبٌ كالصفا
الرمل مائيٌّ ظَمِي

* * *

يا ريح نصفي مُخبِرٌ
نصفي حماسٌ موسمي

رجلي تخاف أُختها
زندي يخافُ معصمِي

* * *

للصحو جلدُ ربوةٍ
للنوم وجهُ (ملجمي)

للخوف يقظةُ الشذى
أخاف من تنومي

* * *

الصمت واقفٌ على
أطلال سدٍ (مريمي)

له قذال ناقةٍ
ووجه كهلٍ (درعمي)

* * *

الهجس نعل خوذةٍ
الطيفُ رُمح (جرهمي)

يومي لكل نبتةٍ:
جريمةٌ أن تحلُمي

قفي هنا: كل الفصول
في انتظار مقدمي

كل الزمان في يدي
كالرمح لا تَهَكَمِي

* * *

تهدينني؟ أجئت من
علمي إلى تعلمي؟

هل أذعَنَت؟ أخافها
قبل يدي تجهمي

تطرفٌ أن تورقي
خطورةٌ أن تبسمي

لا أشتري ما أشتهي
بخنجري ودرهمي؟

حماقةٌ أن تنطُقي
غباوةٌ أن تفهمي

* * *

أين أنا؟ يفر من
عرقٍ إلى عرقٍ دمي

أغوص من ظهري إلى
وجهي أَذوُبُ في فمي

على انحطاط قامتي
أرقى سدى وأرتمي

لأنني من السقوط
بالسقوطِ أحتمي

ومن حطام جثتي
أمشي إلى تحطمي

ومن بنان معدمي
آتي ويمضي معدمي

ومن رماد أغصني
أسري إلى تبرعمي

هنا الطريق مغلق
وهٰـهُنا جهنمي

هنا اندفعت هٰـهُنا
بزغت نصلاً (حضرمي)

أضحكت (عبشمية)
أرعبت كل (عبشمي)

* * *

البدء لا بدء له
والمنتهى توهمي

المرتقى تأزم
والمرتقي تأزمي

* * *

هذي العناوين التي
تومي عمى يهدي عمي

كل الأسامي معبرٌ
لعابر بلا سمي

وغير مسبوق الخطى
إلى خطاه ينتمي

يأتي فيأتي من يدي
وجهي نهاري أنجمي

1977م

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص