الجمعة 20 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
تناثَر عِقْد الورد - أحمد السري
الساعة 10:21 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


هذه قصة من غير هذا الزمان، من أيام خوالي، حين كانت أخبار نجيب ونجوى هي الحاضرة في الشفاه، لم يكن من الممكن أن تدور أحداث القصة بعيدا عن الأعين والألسن، ليس لأن مسرحها إحدى الكليات الجامعية حيث الطلبة والطالبات، بل لأن نجوى ومذ ولجت الجامعة أول يوم عانت كثيراً بسبب جمالها الأخاذ وحداثة ملابسها، وتحررها الواضح كما كان يقال، لأنها أمضت سنيها الأولى في بلد معروف بالانفتاح والحرية. كانت أيضا واضحة الثراء، فكل يوم عيد جديد، فيه ثوب جديد وعطر جديد. لكن الذي لم يرد الآخرون ملاحظته هو أدبها العام واحتشام هيئتها ولسانها، ومحافظتها على الآداب المرعية، لكنها في النهاية امرأة و يسرها أن تجد تأكيدا لأنوثتها وتتباهى به، وكان مألوفا أن ترى تكدس الطلاب جماعات ووحدانا في الساحة القريبة من ركن الانتظار الذي كانت تجلس فيه مع أخريات انتظارا لسيارتها. كانت تمر مع صويحباتها ضاحكة جذلى ككل الأيام الخوالي ويستقر بها المقام أخيرا حيث اعتادت أن تقعد كل يوم، فوق أريكة خشبية تحت شجرة حفظت أغصانها روائحها، ملابسها، نبض قلبها وحر أنفاسها. لقد كانت تلك الأريكة هي مكانها المفضل وسط الساحة المليئة بالطلاب والطالبات، وقد امتلأ جذع الشجرة بحفريات وعبارات من كل نوع، أخرجها عشاق ولهون، كان اسمها يحفر بوضوح داخل أشكال عديدة من الخيالات المنسكبة فوق جذع الشجرة الصابر. إنه جذع صامد، هذا الذي كان يتأوه بعدئذ عندما تأتي نجوى مع صويحباتها لمحو ما ترك المدنفون.. كانت تطرق بوجهها إلى الأرض، وهي الإشارة التي حفظت عنها، عندما تبدأ الاسترسال مع الذكرى.. تستحضر أياماً سلفت..كان مزاجها يتغير فجأة.. فتعكر أمزجة الجميع.. أي نعمة إلهية وهبت هذه الفتاة، تضحك فيضحكن، تصمت فيصمتن، ونظرات الشباب مصوبة بوقاحة ظاهرة نحو وجهها، والمتلصصون يغدون ويروحون، ، والمتزلفون يحتجون بأي عذر لقول أي شيء يمكنهم من الإعلان عن مكنون أفئدتهم الظمأى حتى لبسمة واحدة تكفيهم شهورا إن خرجت عن ثغر كثغر نجوى. . كم كانت تبدو موهنة وهي تستشعر كل هذا الفيض العظيم من الإعجاب، حتى سرحان عينيها وصف من المعجبين الكثر ورأوه سهما صامتا يخترق دوائر الضوء، يلغي الزمان والمكان ويرحل في دهاليز الذاكرة، وعطر ماضي الأيام. إنها الذكرى التي تغشاها بمجرد الصمت، وتخرجها عن محيطها بوضوح وجلاء ..الأمكنة والأصوات، الأضواء والضحكات.. كان كل شيء يتكرر كل يوم، لكن الأيام كانت ما تلبث أن تتحول إلى عيد، لأن أفئدة كثر نامت البارحة أو أرقت، وهي ترجوا الشمس أن تدني مشارقها ليبدأ يوم جديد.

كل ذلك الآن ماض ولّى، كما ولّت أيضا لحظات فاتنات أترعن الأيام بالفرح، والقلوب بالثمل والارتواء. أتت أبكر من زميلاتها قليلا في ذلك اليوم وجلست وحدها على الأريكة المفضلة تحت الشجرة التي خلعت عليها اسمها " شجرة نجوى "، اقترب منها نجيب مُلقيا التحية بهدوء، جاهدا أن يكون محترما إلى أقصى ما يستطيع، ليقول لها إنه بحث عن سيئة واحدة فيها ليضخمها ألوف المرات ويقنع نفسه بالابتعاد عنها فلم يفلح، "وأنا الآن بين يديك لأسمع أقسى عبارات التوبيخ علني أسلوك، صدقيني أنا لا أريد أن أحبك.. لكني لم أفلح في طردك من قلبي وأنا هنا لتساعديني على ذلك.."
كان نجيب يتحدث بصدق مس شغاف قلبها، وكان فوق ذلك على أدب وافر.. لفتت طريقته في الحديث وكلماته المنتقاة بعناية انتباهها. تدخل الآن فترة صمت تذكِّرها بلحظات الصمت التي أعقبت كلمات نجيب، لا تزال تذكر ما قالته بالضبط: "أحس أنك صادق ..وأني .."، ولم تكمل. .

كانت تلك بداية لقصة حب مضطربة جدا ويصعب لملمتها في سياق تقليدي، لاسيما وقد صارت ذكريات مبعثرة تتساقط على الوعي بلا ترتيب ولا نظام، صارت القصة كلها ذكرى، تحولت إلى اللحظة التي طالما أراد أن يتجنبها نجيب، بتكراره الدائم في أذنيها لعبارة قرأها أو سمعها " لئن تكن الحياة أمل، خير من أن تصبح ذكرى،" وها هي قصة حب مبعثرة تسافر مع الرياح على غير هدى، وتتشتت صورها، ولا يستمتع بكل ذلك إلا العُذَّال والمصدودون.
طالما كرر أصدقاء نجيب أنه تغير دفعة واحدة، " بعد أن تحقق له ظفر الفوز بقلبها ووقع بين حاسد وغابط ". هذه كلماتهم في تلك الأيام، وأضافوا إن أبرز ملمح للتغير في عادات نجيب هو الرمزية وعدم الوضوح فيما كان يتحدث به، كان قبل ذلك سيد الوصف بلا منازع، يستطيع وصف بسمة أو عبارة يوما كاملا. لقد كانت تلك علامات حب حقيقي، إذ يحتفظ بأخبار حبيبته له وحده في محيط طلابي ظامئ يحول الإشارة إلى مجلدات ناهيك عن كلام يقال في قصة حب مكشوفة. صمت مدة من الوقت بعد أن فقدها إلى غير رجعة، لكنه أخذ بالتدريج يخرج عبارات ويرسم صورا ولوحات يداري بها الوقائع والأمكنة التي أوصلت تلك العلاقة إلى طريق مسدود. وما سننقله هنا يشبه المذكرات التي كان يكتبها نجيب. والظاهر أنه أرادها أن تشيع، كي يوصل لها آخر زفرة من حر أنفاسه الملتهبة، وليس ثمة رجاء من ستر المكشوف حتى وهو يغلف الحوادث والحوارات برموز وإشارات، يرى أن نجوى وحدها ستفهمها بالعمق المطلوب، لكن تلك الذكريات المبثوثة في الآفاق، وقد خرجت من صدور صانعيها لم تعد ملكا لأحد، وها نحن جميعا نشهد ترامي المسافات بين نجيب ونجوى ، وتتشكل بين نهايتي الأفق جمرات الشفق ووعورة الاستواء وثلج القطبين، والطريق إلى النهايات تقطعها براكين عنيفة، وتستحيل ألوان الشفق إلى بُسُطٍ نارية تلتهم نبل المشاعر وسمو الغايات.
سنموت جميعاً. سنهلك في وعورة هذا المنتصف، هانحن لا نستطيع مُضيا ولا إلى أهلنا راجعين. لماذا نعبر هذه الدروب القاسية بالذات، أي فرار أبدي هذا الذي نحن فيه. قالت وقد بدا لي أنها نفدت صبراً. سأعود، لا أدري إلى أين تقودني، النهايات لا تبين والاستمرار يقود من مجهول لآخر. وأنا اتشبث بها كي لا ترجع.. أقول، دعينا نواصل المسير، دعينا " نواصل "حبا" أو نموت فنعذرا. لا ، لا ، الأفضل أن أعود سأعبر طريقا غير هذا يبدو أنك قد تعودت على المجهول ووعورة الطرق؟

كان إصرار نجوى عجيبا ً وفي كلماتها نفي لضني السير المرهق الطويل . في هذا الصقيع أحسست أنها دفئي الذي يهبني القدرة على مواصلة الأمل. ها أنا الآن ارتجف برداً من قولها لولا أن سحرها يحرق بخوره في معبد قلبي، ولولا أنها تكرر منذ حين رغبتها في مفارقتي ولا تفعل. كل حشرات الدنيا تقريباً كانت تحوم حول رأسينا . . وكانت وشوشات الغيظ وتمتمات الوشايات تساقط علي رأسها الصغير طرقا عتيا، وكم كانت شجاعة في مواجهة كل شيء، كانت أشجع مني دائما، نحن الآن في مجاهل الاستواء بين وحل المستنقعات وألق الخضرة البديع . . هنا يمكن للمرء أن يصدق كثيراً كتب الجغرافيا، تعالي ، فلنتقدم قليلاً، ربما تنطرد هذه الأوبئة والحشرات ودعينا نجمع ضياء عينينا لينفذ عبر الأدغال كشفاً لمجاهيل الغيب.
صحبتني وهي تتذمر من صحبتي، وكنت أقدر لها هذا بكل جوارحي، لكني أخفيه عنها وأواصل التذمر من سأمها السريع وأكرر لها: " نحاول حباً أو نموت فنُعذرا". وهي تستجمع صبرا من شوارد أمل هنا وهناك. .أو هكذا كنت أرجو، أن تظل تستجمع صبرا إلى ما لا نهاية، فالنهايات موت على نحو ما، وأنا أفرغ لنفسي كؤوساً مترعة من عبق البدايات العذبة كأول القبلات.
كم أعذبها هذه الفتاة . . ترى بأي حق أفعل هذا إن آثار الألسن الحداد بادية عليها ولا تردعني، إنه لا يروق لي حتى أن أبدو آسفا لما يحل بها، ولم تظهر لي كرهاً ، لعل هذا هو ما يغري فيها إلى هذا الحد. كانت المسافات التالية تخفف قليلاً من رداءة الطقس أما المسافات بيني وبينها لا تزال بعد خيالية.. ما أمر هذا الإحساس، ثم لماذا نبطئ في اختزال الزمن. كانت رغباتي تضطرب بعنف عجيب فأبدو لها مسخاً غريباً من بني البشر، كنت أرى نظرات من حولي تباعد بيني وبين آدميتي، وملايين الأيدي الخفية تشد فتاتي عني.
مرحلة أخرى، ورمزية نجيب في مذكراته متواصلة، يقول: هانحن بين ضباب ووديان، شواهق وكهوف، أفلتت يدها من كفي ودخلت في ضباب كثيف وسط تضاريس مجهولة جدا، يمكنها الآن أن تعود وأن تتذرع بأنها وسط هذا الظلام الأبيض أضاعتني إذ لم ترني، سحقاً، كيف بدأت الطريق ، هل أصرخ ؟ لا . .لا لست بعد قلقا إلى هذا الحد.
كم من الوقت سيمر قبل أن ينقشع الضباب، أحس بالحاجة إليها، أترى نجوى الآن تتخيل مصيري ؟أرسلتُ صرخة في الآفاق نجوى ..نجوى .. تناثر الصوت كذرات الهباء تائهاً مثلي يسافر في الخواء.. أتراها تستحق العتاب . . فهذا الضباب يسكن عيني أنا فقط ، الضباب الآن بالنسبة لها دائرة ضوء براقة ترسل أشعته إلى حيث تستطيع أن ترى بوضوح تام، لعلها الآن تعود باتجاه ضوء أخضر يهديها سواء السبيل.
كانت أشعة الشمس في الفصل التالي قوية ساطعة، رقائق الضباب وجلت وفرت، ولأول مرة أرى الضباب يفرخ صبحاً جميلا . . تبوأت ربوة في صدر الجبل المطل على وادي الشلالات وسرحت البصر يبحث عنها في الدروب . . يا لهذا القلب ما أكثر ما يحتمل . هاهي تقبل نحوي وتصعد الربوة المطلة على الوادي حيث كنت انتظرها بيقين . . وفيما كنت فرحاً برؤيتها إلى حد البله نظرت إلى وجهي ببرود مثير يلخص كل معاناتها ، لم تر في أكثر من صانع ذكريات مؤلمة وعزوفها عني الآن بدا وكأنه لعق لمرارة الذكرى، نظرت إلى عينيها، دائماً مملكتان مغلقتان على أسرار مقدسة، وقلبي لا يرتدي مسوح الرهبان ولا يبدو أن له تأثير الكهان، كأنا لم نكن قبلاً . من أين تأتي بهذه القوة لكبت مشاعرها، ويبدو أنها أشفقت على حيرتي فنفثت من فمها سحراً، نعم الآن يمكن تذكيرها بأنها في المنتصف وأن البداية أضحت شيئاً مذكوراً.. كانت الربوة معبر نسيم عليل عندما صدحت في فضاء الله أسراب طير كانت فيما يبدو تغني طرباً بعرس إحدى الحمائم، ومثل أسراب الطير انطلقت نجوى تغني بكل ما أوتيت من قدرة على الفرح، ورحت أجري بين حقول الوادي ممتلئاً بالنشوى وأجاوبها بأغنيات حفظناها معا، بينما كنت أجوب في منابت الورد المنتشر بعشوائية الطبيعة وجمالها، وأقطف لها ورودا حمراء، صنعت منها عقدا زينت به أمام الملأ جيدها والصدر . . لقد سُرَّت كثيراً أسراب الطير وخفقت أجنحتها أكثر وأسقطت مناقيرها ما التقطته من غذاء، وحامت حولها لحظات مباركة. . قالت نجوى وهي تشيع الحمام وتعابث عقد الورد الأحمر المتدلي على صدرها: تعال أنظر، وأشارت إلى الطير، فانتشرت رائحة قلبي في كل خلايا جسمها، أزكمت أنوف جرذان كانت تتلصصنا من أول الطريق فأصدرها السعال وهي تشتم رائحة قلبي تسافر عبر كل خطوط الطول والعرض، توارت بسعالها خلف الآكام وتركتنا نرقب أسراب الطير في الفضاء. رأيتها تحدق كثيراً في عقد الورد وتصل من ذلك إلى حد الوجد، فليس بين ثناياه ما يشير إلى توقف أو يأس، ولا يثير عطره سوى شوق يقف عند جمال الأفق البعيد، كنت كلما بدا لي الجو أكثر صحواً أزداد رغبة في أن لا تفارقني. في مثل هذه المعازل الموحشة يحتاج المرء حقاً حتى لمناغاة طفل صغير. الظلام مرة أخري ، ووشوشات الغيظ وأبواق الإشاعات، ها نحن نتيه سوياً في دروب مفزعة، وبين الفينة والأخرى ترحل نغمات أغانينا إلى حيث لا ندري أين تستقر .
انبلج الظلام أخيرا، كان منظر العقيق البرتقالي الذي يسور قرص الشمس قبل قليل من غفوتها اليومية كأنه مهج قلوب عشاق أريقت في صفحة الأفق البعيد، فأخذت تنفث السحر في الأرجاء فيما أخذت النجوم بالتدريج تتناثر في أفق السماء مصابيح ورجوما للحساد، والحزن يسربل وجه حبيبتي ، يرهقها المجهول. لفترة من الوقت أيقنت بأن رفيقة دربي ستجرفها رغبة التخلص من هذا الدرب الوعر وأنها ستسأم رغباتي المجنونة، وسيستيقظ في قلبها الآن شبح اليأس المجنون ،إنها البدايات التي ستذكرها بما فعلت بي حين رمت قيدها لتكبل به قلبي، آه يا أحلام. كل ذلك الآن بقية من ذكرى، من ماضٍ لم استطع تثبيت لحظته في أي مكان، وهاهي تطوي صفحة عينيها تسترجع بصرها وتسمع ضحكات ولغو.
اقتربت مني ذابلة موهنة وعناء الرحلة يغوص في عينيها. قالت وهي تتوق إلى عناق طويل تودع فيه دربي الوعر: أتذكر إكليل الورد فوق الربوة في وادي الشلالات.. ليت الورد لا يذبل أبدا وليت اللحظات تقبل التوقف في صباها، كان الوادي ممتلئا بالناس رجالا ونساء، وكانت وشوشات الشلالات تتسلل بين حقول الورد، وكنت أراك تقفز بين الحقول لتجمع ذلك الإكليل الأثير، وسمعتك تصرخ في الملأ، وتوقف أسراب الحمام وتضع على صدري إكليل الورد، لم تفزعك أبصار الملأ شاخصة إلينا وتصفق، أي مجد شمخ في تلك اللحظة، لكنها ذهبت كما يذهب كل مجد. سأفعل هذا ثانية، قلت لها، الورد كثير، وأنا احتمل وخز أشواكه منذ حين، أجابتني بحدة واضحة: لا يستوي العِقدان، هذا عذب سائغ أريجه وذاك ملح أجاج.
كانت كلمات وداع دون أن أدري، تركتها تعابث الذكريات، قفزت إلى الحقول ثانية وطال بي الوقت وأنا أجمع لها عقدا آخر،أجمل وأبهى ، لكنها رفضته وقالت: الآن وبعد كل آلام رحلتي معك، لم يعد للورد معنى.أصررت على تعليق عقد الورد على صدرها، راجيا أن أبعث ذكرى تضخ طاقة جديدة في الرمق الأخير من الحب. أخذت تصرخ بقوة "أرجوك لا تفعل ..قلبي لا يحتمل ذلك". أحتدم الجدل قويا، علت أصواتنا، وتقاطعت كلماتنا، وأخرجنا الجرذان والأوبئة من جحورها تسمع وترى. وسط هذا الخليط من مشاعر الأمل والقنوط، لمعت في خيالي فكرة ، وفي مثل سرعة التماعها كنت أنفذها بتمزيق عقد الورد ورمي فتاته على وجهها وكل جسمها... تناثر عِقد الورد.. تناثر كقلبي بقعا حمراء يرسم لوحة لغرام مقهور.. نظرت نجوى إلى وجهي بعينين دامعتين، ذابلتين.. فاتنتين، ناعستين.. صارختين، ساكنتين.. غاضبتين، راضيتين .. كان وجهي قد استحال إلى كتلة جمر، ولما أردت التفوه بما لم أدر ما سأقول، رأيت كل حمرة الورد تكتظ في وجنتيها ..ولم تقو على غير البكاء.

 

 1980م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً