الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
لَوْ ظَنّ ضَوء الشَمسِ - محمود العكاد
الساعة 10:15 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

لَوْ ظَنّ ضَوء الشَمسِ خَابَ بعَاشقٍ
فَصَباحُهُ في العِشقِ ليسَ صَبَاحَا

لَوْ سَكَّرَوا بالقُفْلِ بَابَ هَواكِ
مَنْ سُيحيلُ غَيريْ ضِلْعَهُ مِفتَاحَا

لَوْ أنَّ حُبّكِ يا بلادي
مُتْعَبٌ جدّاً
فَحُبّي لمْ يَزَلْ مُرتَاحَا

لَوْ أنَّ مَنْ جَاعوا على الجَبَهاتِ
بي
يَتقَاسَمُونَ الخُبزَ لا التُّفَاحَ

في الّليلِ
أَحملُ نَارَ قَلبيَ
مِثلَ مَنْ يَمشي
ويَحملُ في يَدٍ مِصبَاحَا

أَمشي بلا خَطوٍ إليكِ
أَمُدُّنِي
وأَضجُّ أبعاداً
أَصيرُ ريَاحَا

أَغدو رَواحاً
لا...
أروحُ لأَغتَدي
وأَشُدّ من رَحْلِ الغُدوِّ رَواحَا

تَوقي لألقى الحُلْمِ عَظَّمَ صَعبَهُ
وتَساهُلي من عَينِ بَذليَ طَاحَا

في عِزِّ سَقْطَتِها تُقاومُ دَمعتي
أحلى المَدامعِ ما تَزيد كِفَاحَا

مازلتُ أُخفي في الوُضوحِ غُموضَها
وغُموضها يُخفي بيَ الإيضَاحَا

حتّى الجراح وقد حَبَستُ نَزيفها
في داخلي سَكَبَتْ عَلَيَّ جِراحَا

أَعَرفتِ كيفَ الحَال يا مَعشوقتي
حتّى سُؤاليَ من نُواحي نَاحَا

قَلَمي إلى التَحريرِ فَجَّرَ حِبرَهُ
ويَديْ تُقاتلُ جَهلها إفصَاحَا

عَسْكَرتُ أفكاري
بَنَيتُ مَتارسَ الكَلِمَاتِ
زَوَّدتُ الحُروفَ سِلاحَا

وَصَنعتُ من غَضبِ القَصيدةِ ثَورةً
دُونَ القَصيدةِ لا ولنْ نَجتَاحَ

ألديكِ يا صنعاء نُوحٌ آخرٌ
إنَّ السَفينةَ لمْ تَجدْ مَلّاحَا

ما زالَ طُوفانُ الدِمِ المَسفوحِ في
عصرِ النُبوغِ يُقَبْطِنُ السَّفَاحَ

ما زالَ يُذبحُ كالخِرافِ ضَميرنا
وَنُقَبّلُ السّكينَ والذَّبَاحَ

.........
أَعَرَفتِ يا صَنعاي أنَّ كتابتي
هذي بداخل أسطُري تَتَمَاحَى

يَستَجوبُ البُوليس نور دفاتري
ويَزُجّ في سِجنِ الخرابِ
صلاحَا

ويُعَذّبُ الشِعرَ الذي علَّمتُهُ
التحليق
لو لسَمَاكِ مَدَّ جَناحا

في غُرفةِ الأشلاءِ يُسلَخُ جِلدهُ
لكنَّ عزمي يَرتديهِ وشَاحَا

لكنَّ صوت الشاعريّةِ في فمي
أبداً لغيركِ لمْ يَكُنْ مَدَّاحَا

حتّى نُزوحي منكِ حينَ تَركتهُ
منّي يَفرُّ
هوىً إليكِ انزَاحَا

لن تَحقد الطَعنات إلا من دمٍ
لكِ بي يَفيضُ مَحبَّةً وسَمَاحَا

تبكي العُيون مَدامعاً لكنَّني
أَبكي عُيوني لو غَرامُكِ رَاحا

يا أنتِ
جَهل الحَرب عَمّقَ رُؤيتي
وعَميقُ شعري ثَقَّفَ الأرواحَ

بالعَكسِ
لم أفشَلْ لقلّةِ حِيلتي
بل كي أُضيف إلى النّجاحِ نَجَاحَا

والآن
ما قَالتهُ أنفاس العَنى
سيزيد قول تنهّدي إلحَاحَا

والآن
لا أحتاج غيرك وردةً
فأنا بريحكِ كُلُّ ما بي فاحا

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص