الجمعة 20 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن……...والقلم
حسن اللوزي … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:45 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الخميس 16 يوليو 2020
 

تتداعى الصور متسارعة من لحظة أن وقع النظرعلى الخبر القاسي ..القاسي جدا " حسن اللوزي في ذمة الله " ….

د. المقالح …يحيى العرشي ، عبد الباري
عبد الله أمير، علي الأسدي ، فؤاد سعيد فارع ، إبراهيم المقحفي ، عبد الرزاق الرقيحي ، حسين الأغبري ...رؤوفة ...المساح ، القائمة تطول جدا من تلك اللحظة التي عرفته فيها ، ذات لحظة مفعمة بأشياء كثيرة جدا ، شخصية ،ووطنية ، في بيت المساح …مشهد طويل عريض يتبدى لي الآن كالنهر، جرت بين ضفافه مياه كثيرة آسنة منها ونقية …

تداخلت اجزاء الصورة في شخصية حسن اللوزي ، فصار كثيرون جدا لايدرون أين ينتهي الإنسان فيه ليبدأ الوزير ...وبينهما اختفى الشاعر ليظهر ، كرر الاختفاء والظهور ، لكنه ظل حرفا كبيرا ….

ذات صباح وكنت اصعد على درج وزارة الإعلام ، المبنى الذي هوجزء من المشهد ..لحظتها كنت قد تركت الثورة ، فتوترت العلاقة الشخصية بيننا ..كنت سأذهب إلى أمريكا وبعناد العمرلحظتها ، رفضت في اللحظة الحاسمة بسبب استفزاز الأستاذ الزرقة ، ليشيع أحد الصغار جدا أن " بجاش رفض الذهاب خوفا على حياته من الامبريالية " ، ببغاوات كثررددت النكتة السامجة ،وأنا أضحك منها وعليها إلى اليوم ...أخذ مني موقفا كمسئول ….

كنت ساتحاشاه ، لكنه استوقفني وملاح وجهه مشدودة : أين سيارتك ؟ قلت فورا : في الخارج ، هيا،ومسكني من يدي ، علي سعد ،ومحمد خليل حاولا أن يلحقا بالسيارة ، أشار لهما أن لا …..،يحيى نوري لحقنا وبيده ورقة ، أشار له : إلى عند عبد الكريم بدري ...حاولت افلات يدي لاحرك السيارة إلى الباب ، رفض : خلينا نذهب إليها ….

تحركنا وأنا مستغرب ، إلى أين نذهب ؟ في شارع العدل ، مطعم روما عرفني به علي البحر، يقدم فول وفاصوليا ولا احلى …. طوال الطريق ونحن نتحدث كأي صديقين ، اكلنا ، حاولت ان اقوم لادفع، رفض ، خرجنا ، طلب أن اوصله إلى مؤسسة التلفزيون ومن هناك اتصلنا بأمة العليم إلى أمريكا ، طلب أن اوصله إلى اللجنة الدائمة ، وحدد الخميس موعدا لاذهب إليه : " ساعوضك ، وسيكون لك مكتب عندي ،وسأحسن وضعك ...رفض أن أدخل بالسيارة ...نزل ، ذهبت ، اقبل الخميس ،قال عبدالكريم بدري : اتصلوا به فجأة من الرئاسة …

الخميس التالي ذهبت ، جلست أمامه ، كان يتصفح الثورة ، نبهته أكثرمن مرة إلى وجودي ، فتعمد ألا يعيرني اهتماما ، قمت ، فتحت باب مكتبه ،واغلقته وأنا واقف ، وضع الجريدة ، قلت : سيارتي موجودة خارج ، ضحك بشدة ، كان صوته يلحق بي ، لم نتقابل بعدها سوى بالصدفة ،وكان قد عين وزيرا الثقافه مع إعلان دولة الوحدة: تشتي تجي معي ؟ قلت : لا ..

اعرف أعماق حسن اللوزي جيدا ، وفي بيت المساح ظللت اقرأه بطريقتي واحتفظ بما اقرأ …

نتيجة الخلط بين ماهو عام وخاص قسى كثيرون في الحكم عليه ،وقسى هوكثيرا على نفسه في الاندماج في الدور حتى صارهو حبيسا له …

دارت الأيام ، ذهب سفيرا ، من هناك تبدت له الصورة بوضوح …
قلت لعبد الجبار المعلمي : نفسي اتصل بحسن ، فزودني برقمه ، فاتصلت ، فوجئ بالاتصال ، كان رده عاطفيا وبلا حدود ، لازال صوته يتردد في مسمعي : نحن زملاء ...نحن………

عاد إلى صنعاء ، اكتشف أن كثيرين انتقلوا إلى خانة أخرى ...كنت أيامها أكتب يوميات الثورة ، في آخركل مقال اذيله بالكتابة عمن اقتنع بالكتابة عنه ، كتبت عن حسن اللوزي الاديب والشاعر...ارتاح لها جدا إلى درجة التأثر…
يوم عرس أخيه ،ادرك أشياء كثيرة ،وأنا فوجئت بأن كذابي الزفة تغيبوا !!! ، همس في أذني : من الثورة دعوتكما أنت والمساح وبقية ما همس به احتفظ به لنفسي …..

يمكنني أن أظل اكتب حتى صبح الغد …

بقي أن أقول ، فالموقع وبالذات الإعلام وهو لسان أي نظام يضعك أمام خيارين أما أن تتماهى في الصورة تماما ، أو تنجو بنفسك ….

حاول كثيرون أن يحملوا الامرأكثرمما يحتمل ، فالعقلاء يفهمون أن كل مسئول له اسلوبه في العمل وتحكمه متطلبات المعادلة اياها ….
حسن لاشك انه اخطأ هنا ،اصاب هناك ، بالغ ربما أكثر….كمسئول فامرتقييمه يعود لمن يقيم المراحل …. اما الاعتراف بأي فضل لصاحب أي فضل فتحكمه ابعاده الإنسانية ….

حسن اللوزي ، اعرفه كإنسان ، وكوزيراعرفه أيضا …
هذا غيض من فيض ...فلدي الكثير ….
أنا حزين جدا...اذ أن أخررسائلي لم تصله … ورسائله إلي لم تنقطع
عبر شقيقه علي ارسلت إليه رسالة أخيرة …..

المساح هو الأخر إعلن حزنه من هناك ...

وداعا الصديق حسن أحمد اللوزي ..
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً