- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
ثلاث فتيات مكسيكيات جميلات تنتظرهن سيارة قديمة عند باب المصرف، كن فاتنات كما لو أنهن ذاهبات إلى حفلة، واحدة رشقت زهرة صفراء في شعرها الأسود، أخرى عقصت شعرها البّني على شكل كرة صغيرة إلى الخلف، وأظهرت عنقاً شاهقاً يستحق العض، أما الثالثة فقد عطرت المكان بابتسامة سحرية كاملة الأسنان.
من أين أتت تلك المخلوقات المعطرات بأنوثة عُتقت زمناً طويلاً في غابة منسية في كوكب الطيور الملونة والفراشات الناطقة، عند ما دخلن كنا نقف في طابور طويل أمام نافذة الصرافة يعصف بنا برد لعين، جافي الوجوه مشققي الشفاة، مثل رجال من خشب تركوا هناك ملايين السنين حتى تهرأت مفاصلهم، لم يكلم أحدنا الآخر، صمُوتاً والهواء بيننا ميت، حتى أهلّت ثلاث شموس تفوح منهن رائحة أمريكاء اللاتينية، بجبالها وسهولها وأنهارها وأسرارها التي لم تعلن بعد.
عادت الحياة إلى أرواحنا، أزهرت شفاهنا بإبتسامات يانعة، أفسحنا لهن الطريق جذلين ليتقدمن الصف، وعندما شرعن في الحديث فيما بينهن وعلت ضحكاتهن، أبهجت أفئدتنا لثغتهن التي تشبه لثغة عصافير لم تخلق حتى الان، قضين ما أردن وخرجن، لم يلتفتن إلى أي واحد منا، كن قاسيات الإرادة والدلال.
صعدن سيارة قديمة كانت تنتظرهن وأنطلقن مرتويات الأجساد، تطوح بهن موسيقى راقصة أنبعثت صدّاحة من مسجل السيارة، فأخذنا نتابعهن
بعيون مليئة بالحسرة.
فجأة لم نشعر إلاّ وقد اجتاح الربيع مدينتنا المغطاة بالثلج،
محولاً إيانا إلى طيور سكرانة، تطارد سيارة قديمة
في داخلها ثلاث أغنيات قصيرة
لحقول تنهض من نومها الآن.
.....................................
ديترويت أواخر شتاء 98
................................................
*شاعر وقاص وروائي وناقد وصحافي يمني أمريكي.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر