الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مساء الضياع - ياسين البكالي
الساعة 13:08 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أعِيدُوني إلى وطني قليلا
لكي أجري عليهِ وكي أمِيلا

فمِنْ مَنفى إلى منفى أراني
مللتُ هُنا البقاءَ أوِ الرحيلا

مَللتُ مِن انتظارِ
ضحىً سيأتي
ومِن ليلٍ
أقامَ معي طويلا

يظلُّ إذا تَعدَّدتِ المنافي
حديثُ الناسِ عن وطنٍ ضئيلا

بقلبي كمْ سُنونوةٍ أضاعتْ
أمانيها ولم تجِدِ البَديلا

وأذكُر أنني حاولتُ أنجو
مِن الشكوى
فأصبحتُ القتِيلا

مُجازفةٌ خُروجيَ عن سِياقي
إلى وضعٍ يُخالِفُني سبيلا

وأن أجدَ المسافةَ بينَ شكِّي
بِأحبابي وأعدائي فتِيلا

مساءُ الحُزنِ يا تَعبَ المعاني
بما عن ثورةِ الكلماتِ قِيلا

كأنَّ الشعبَ أجَّلَ ما يُعاني
فصارَ لكُلِّ مأساةٍ خليلا

إلى أن مَدَّ رجليهِ التَّردّي
على كلِّ الجهاتِ وصارَ فِيلا

فلا الرأسُ استقامَ ولا النواحي
إذا ضَحِكَ البلا تَنسى العَويلا

فما لِسكوتِ صلعتِهِ شبيهاً
لقَينَا أو لصرخَتها مَثيلا

ومُنذُ تَكَسّرَتْ فيهِ التحايا
أبتْهُ الأرضُ ضيفاً أو نَزيلا

هنيئاً للبُكاءِ وإنَّ صبراً
كهذا لم يَعُدْ - أبداً - جميلا

لقد طبخوا الكثيرَ مِن التهاني
على عجلٍ فصارت مُستحيلا

لماذا هكذا ؟ وكأيِّ بئرٍ
تَمَنّتْ في الصحاريَ أن تَسِيلا

أُحاولُ بينَ ما يَجري وبيني
بأنْ أجتازَ هذا الأرخبيلا

أنا المُرتَدُّ عن أملٍ أتاني
يمانياً وفارقَني عمِيلا

قديماً
قالَ لي أبتي
إذا لم
تَعِشْ حُرَّاً
سَتَحياها ذليلا
****
لغيرِ الضوءِ ما انحازتْ شُموعي
فكُونُوها معي جِيلاً فجيلا

سيَخرُجُ مِن ثقوبِ النايِ لحنٌ
يُعِيدُ إلى حَمامَاتي الهديلا

خفيفاً كُلُّ ما لا بُدَّ مِنهُ
غداً يأتي ويَنتعِلُ الثّقيلا

أحِنُّ إليكَ يا وطني كثيراً
وما زالَ احتفاؤكَ بي قليلا !

أَدِرْ كأسَ البلادِ ومَن عليها
إليها ثُمَّ قُلْ شُكراً جزيلا

____

22/6/2020

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص