- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية
- الحوثيون يحولون البيئة اليمنية إلى ضحية بالألغام والاستنزاف المائي
- الجبايات الحوثية تدفع 20 فندقاً للإغلاق في مدينة الحديدة اليمنية
- «حكومة الوحدة» الليبية تعلن إطلاق هانيبال القذافي
- مجلس حقوق الإنسان يعتزم عقد جلسة طارئة بشأن السودان
- الجيش الأميركي يعتزم تأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق
- عون: الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان «جريمة مكتملة الأركان»
- صمت غامض من كريم عبدالعزيز ودينا الشربيني حول شائعات عودة علاقتهما
- الحوثيون يهاجمون «الصحة العالمية» و«اليونيسف» بعد تعليق أنشطتهما في اليمن
- الإعلامية الكويتية فجر السعيد تخضع لعملية جراحية عاجلة في ألمانيا
مات الكاتب هذا حلم كبير للذين يراهنون على موت القلم، وماذا عن الرصاص، كيف يمكن التخلص من وقعه الناسف على قلوب صيادي الظلام ؟ وأي محكمة يمكنها النظر ومتابعة الجناة ؟ ما أمتعها من قصة وكذا من يدور في فلكها، والمدهش أن الكاتب هو بطلها .
لماذا تريد أن تصبح كاتبا ؟ وأنت تعلم أن كل أصحاب الدبابات المعلومة يتنافسون في القنص على أصبع واحد من يدك التي تفتح راحتها لسلاحك الفتاك. هل تحتاج لذخيرة لهذه الحرب الشرسة؟ إنهم يعرفون ذلك، ولهذا فهم يعلنون عن حالة الطوارئ حتى لا يصلك الورق . إنها خطة مهندسي النظام، للحفاظ على السكينة والاستقرار،ألا ترى أنك تقوم بزعزعة عقيدة الناس، والتشويش على إيمانهم المطلق.أنت متهم، بل أنت أكثر من ذلك، أنت كافرو مجرم.
امتحان عسير للكاتب ليس في مواجهة جحيم السلطة وإنما في مواجهة التاريخ، يستطيع التخلص من هذه التهم الثقيلة بسهولة، بمجرد الإعلان عن التوبة ويُتْبِعُهُ بعد ذلك بالاعتزال عن قضايا الشعب وفك الارتباط به. إنه اختيار العديد ممن يحملون القلم ليبيعون به وجهوهم ويقتاتون به من بؤس البؤساء وأحلامهم.
ما أقسى الحياة، عندما يتحول الكاتب إلى تاجر للكلمات المرصعة.
الكاتب،لا يشبه أحد، لا ينبهر بالأضواء، لا يبحث عن النياشين كالجنرال،إنه في الخلف يسمع طلقات الرصاص في الليل،ليرسمها بخياله إلى فراشة أوتوغريتا بأجنحتها الزجاجية وهي تتكسر، وبإحساسه يترجم قطرات المطر إلى كتاب في الحب،و بجرأته يحول انتحار صاحب عربة ضدا على القهر والتعسف إلى ثورة ياسمين.
إنه سحر الكاتب وموهبته في الخلق والإبداع وصناعة الحياة.
والخيال هو حاسة الكاتب، في صناعة المعجزات، فبإبداعه يتحول إلى نبي يخلخل يقين القارئ ويجعله أكثر إشراقا وارتباطا بالجمال.وأكثر تعلقا بقضاياه الحقيقية ومدافعا عنها، إنه صوت الحقيقة والضمير.
الكاتب كائن يزرع الجمال في كل ثنايا الحياة، حتى يتمكن المرء من استنشاق لذتها وعبقها ويصبح أكثر استعدادا للحب والعطاء.
وما يكتبه الكاتب من نصوص مفيدة وممتعة هو بمثابة أوكسجين
للقارئ حتى يتمكن من الحافظ على توازنه الجسدي والروحي ويجعله يرفرف في السماء من شدة الفرح. أما عندما يتحول الكاتب إلى آلة لتهييج وإشعال عواطف الجماهير من أجل أغراض صغير ووقتية، وقيامه بهذه الوظيفة المؤدى عنها سلفا فهو يتحول
إلى تاجر محترف في بيع الكلمات. وهنا يسجل الكاتب شهادة وفاته بامتياز.
الكتابة ارتباط أخلاقي قبل كل شيئ، التزام مع الذات و الآخر، إعلان صريح للدفاع عن كل ما هو إنساني ،وهنا الكاتب يصبح مثل السمكة وعليه أن يختار إما أن يكون سمكة قرش أو سمكة الماندرين.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


