الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
جمرةٌ من برد المجازات - أحمد المعرسي
الساعة 11:53 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

في رثاء الشاعر الكبير الصديق/ حسن عبدالله الشرفي.

 

في شاهقِ الحزنِ مذبوحاً ومصلوبا

ظللتُ أندبُ دهراً عاشَ مقلوبا!


والموتُ ينهبُ عمراً عِشتُ معظمَهُ

في كفِّ حامي حمى الإسلامِ منهوبا

وقالَ وجهُكَ: إنَّ الموتَ أمنيةٌ

لقلبِ حُرٍّ رأى (أيلولَ) مسلوبا

يا قِبْلَةَ الشِّعرِ بعدَ اليومِ لا أحدٌ

أرجوه وصلاً، ولا أرضاهُ محبوبا

أشتاقُ وجهَكَ يُلقي بردَ بسمَتِهِ

كالشَّهدِ في جنةِ الرضوانِ مسكوبا

أشتاقُ وجهَكَ فضياً يقولُ لنا:

أضحى النهارُ بنعلِ اللَّيلِ محجوبا

* * *

وبعدُ، عادتْ سيوفُ الحزنِ تَنهشُني

ما أقبحَ الحزنَ مأكولاً ومشروبا

هب لي بقيةَ حرفٍ عِشتَ تَنسجُهُ

بصوتِ (أيوبَ) مرفوعاً ومنصوبا

وقلْ لسربِ الصَّبايا إن همى مطرٌ:

بأنَّ لي في سقيفِ الشَّوقِ مطلوبا

(واطائرْ امغربْ) عاشتْ كلُّ إمعةٍ

ومتَّ فجراً بفأسِ الليلِ محطوبا

* * *

روحي تُناديكَ يا قلبَ المريدِ، أجبْ

حالي الذي كانَ في لُقياكَ مجذوبا

واسكبْ عليَّ غيومَ الشِّعرِ ظامئةً

طُوبى لمن عاشَ حرفاً عاشقاً طُوبى!

روحي تُناديكَ، والأقدارُ قائلةٌ

لغيمتينِ بأحداقِ الأسى: ذوبا

فالموتُ ذئبٌ، وأنتَ اليومَ يوسفُهُ

لكن قلبي غدا في الحزنِ يعقوبا!

روحي تُناديكَ، قل لي: كم وجدتَ على

بابِ السَّمواتِ شعراً صارَ مكتوبا؟

يا شاعرَ الأرضِ قلْ للخلدِ: جنتُنا

بردُ المجازاتِ فوقَ الجمرِ مسحوبا

* * *

روحي تُناديكَ من أقصى مخيلةٍ

مصباحُها ظلَّ بالآهاتِ مثقوبا

فامددْ لقلبي سهامَ الوصلِ جائعةً

وابعثْ لفوضى جراحي منكَ مندوبا

إني مقيمٌ على (كفِّ السؤالِ) بلا

مأوىً، وقلبي غدا بالصَّبرِ معطوبا


همُ المحبونَ أسماءٌ بلا زمنٍ

وهاجسٌ عاشَ مطروداً ومرغوبا

يا قِبْلَةَ الشِّعرِ، كمْ أخجلتَ قافيةً

لشاعرٍ صارَ بالتطبيعِ مجبوبا!

عِشْ أنتَ وحدَكَ في وعي الزمانِ، فقدْ

أضحى الزَّمانُ بوعي الناسِ مشطوبا!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص