الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الرحلات إلى الأسمى !! - حسن أحمد اللوزي
الساعة 22:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أحياناً يهزمني شوق الترحال إلى اقصى آفاق الكون الحاضر في مرآتي
حتى تصفو الرؤية للإرجاف الدائر بين الموجودات
والإبهام الماثل في عين تناسخها
وتناسب ما بين النجدين
حتى تجد النفس اللوامة بغيتها
ويظل السفر بلا وعد حلول في الميناء
أبقى كالضائع في عرض مزاد الأشياء
لا املك غير نياط الكلمة
وطوق يتهادى بين معاني الآيات
في لحظات الصفو الربانية

******
أتمنى لو اتسلق لوح الأسرار
لو افتح ثقبا انفذ منه إلى الملكوت الشاهد
من ظلمات الملكوت المشهود
لا أسأل أبدا عن سر الموجود
لا أكثر من هذا السعي المحفوف بكل الأخطار
ما بين النجدين وبين الجنة والنار
قد يتلاشى العبد المستخلف مثل رذاذ في ميزان العفو
وشعاعا من وهج الغفران
من فضل الرب المعبود
احياناً يهزمني الشوق المجنون الى الحرية
حين احس بان قيودي صارت اكبر من ان تتحملها الاعصاب
وبأن ذنوبي صارت أكبر من ان تدخلني من أزكى الأبواب
أصرخ من هلعي حتى تتجمد حول لساني كل الاصوات
تنفر كل طيوف النجدة من حولي كرذاذ لا يشفق
لولا سعة الرحمة وسقوط غرور الإنسان !

*****
اشتاق اللحظة لو اني اذهب نحو مواعيد حضوري مثل أثير لا مرئي
واحلى رحلات مواجيد الشغف الأسمى
خارج أضغاث الحمى
واغرب سفراتي الليلية
حيث يكون الراشد مملوكا للصحو الأبدي
لا يتكلم الا بلغات الكهنة والصوفية
ويتمتم بتعاويذ تحمل أكثر من معنى
أكثر من قصد مختبئ في أعماق النفس البشرية !!
هي أكبر من ان تدركها الافهام
وتحيط بها الاسماء
وحسابات الهندسة الرقمية !!
وكل مقاييس الموجودات
تذهب في خلوات وضحى صلوات ربانية
لايحدسها إلا من جن بكشف نقاب التنجيم
وتعرى من كل الشهوات وكل الرغبات
أدرك اسرار البرزخ بين ضياع الاحياء
وصراط الأموات

*****
آهٍ يا أيتها الكلمات المتلونة كقوس قزح
وكجلد الحرباء
أنت النار وأنت الماء
وسراب في كل حقول النشوة والإفضاء
ويقين الإنواء
وجهامة ليل الصحراء
يا أدوات السحر المجاني
و أصداف الودع الممتلئ باسرار الكون
وإشارات الأسماء!!!
يالعبتي الضوئية
وجموح خيالي في سبر المعرفة
وصيدالأحلام الزرقاء
أشتاق اللحظة لو أني اقدر فك رموز المكنون هناكّ!
وأملك كل معاني الأسماء!!!

******
وأعود اواصل رحلاتي الضوئية في صفحات الذكر
لا أصفى من هذا الحوض المورود
همي الاكبر ان اتسلق لوح الاسرار
كي أستجلي كل خفايا الأمر
منفلتا من كل قيود النسبية ..
واللا نسبية!!
حتى أصل إلى وهج قرارة ما في النفس
في صيرورتها الأولى ماءً وترابا وضياء
وأفك العقد الضائع بين تناسخ كل الموجودات
واعرف كيف تشيأ هذا من ذاك
عصب الشر من النار
والماء من الصخر
والبشر من الطين
إلى آخر قائمة الكائن والسيكون
(الحيوان من النطفة.. والنطفة من صلب الحيوان)
حينئذ لن احفل بمصير الإنسانية
وغلالة هذا الموجود
ومصير الراحل فوق بساط الحرية!!
في قوة ما يلهمه صدق الإيمان
أو في معنى أن يتلاشى العبد المستخلف في لطف الرضوان
وشعاعا من عفوٍ أبدي
في فضل الرب المعبود!!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص