- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
انكسرت القلة ، وكانت معلقة على نافذة الدور الأرضى للأسطى متولى العامل بشركة الغزل، حيث كانت تقف البنت الحلوة نجوى التى يشتهيها كل شبان الحارة لجمالها وروعة مشيتها المتأنية الواثقة. كانت بغمازتين صغيرتين فى وجنتيها ، ونظرة ساحرة لايمكن أن يخفيها حزن عابر .
الجميع ينتظرها وهى تنتظر أباها الذى دخل السجن منذ عامين بتهمة توزيع منشورات ضد نظام الحكم ، وحكم عليه بثلاثة أعوام . تقف فى النافذة ، ببلوزة كتان رقيقة ، حول رقبتها العاجية عقد من العقيق الأحمر، فصوصه تخطف الأبصار ، تنظر للعابرين تحت نافذتها ، وصوت أمها يلح عليها أن تدخل لتذاكر دروسها ، فتمد يدها بالربع جنيه لتحصل على كوب عرقسوس بارد ، تطفو على سطحه قطع ثلج ناصعة.
انكسرت القلة ، وجاءت الأم تؤنبها ، وتسأل عمن كسرها ، والبنت تخفى السبب الحقيقى ، أمافريد الشاب النحيف فقد تحرك بعيدا بعد أن فعل فعلته، وأجبرها على أن تلجأ لهذا الأسلوب العجيب .
لم تسترح الأم للسبب الذى ذكرته نجوى إذ زعمت أن ولدا كان يصوب قطعة صخر نحو عصفور فأخطأ هدفه ؛ فلا يوجد بالحارة إلا شجرتان ليست بهما عصافير ولا خفافيش !!
رفعت الأم سبابتها ، وصنعت قوسا يمر بجبهتها : الكلام دم ما يدخلش دماغى . يالله على جوة !
داخل البيت جلست نجوى تعد الأيام الباقية على زيارة أبيها فى المعتقل بسجن طرة . وتحسب الكلام الذى ستقوله لفريد الشاب الذى يوصلهما كل مرة حتى هناك .
قال لها فريد أنه يحبها ، وسيطلب يدها من أمها فور تجهيز نفسه ، وأصرت نجوى أن ينتظرعاما آخر ، حتى يخرج الأب ويضع يده فى يد فريد .
عصر اليوم جاء ،صفر بفمه لحنا مميزا يتقنه ، خرجت تستفسر الأمر . تلكأ تحت النافذة ، قال بصوت هامس : نظرة يا أمورة .
فلما نهرته لأن الحيطان لها آذان، وهما ليسا مراهقين ليفعلا مثل الصغار ، صمم أن تناوله القلة ليروى ظمأه .
البنت العنيدة رفضت ذلك ، وقالت له بحدة : أن البيوت لها أبواب . من يريد الزواج يدخل من الباب لا النافذة .وهى لم تسمع عن خطوبة تأتى من النافذة !!
فلما تلكأ أكثر ، وسبل ّ عينيه وعمل مثل أبطال الأفلام المصرية فى الثلاثينيات ، مدت يدها للقلة ، وبدلا من أن تعطيها إياه خبطتها على الحافة العريضة المكسوة بحديد مشغول، فانكسرت ، ورمت القطع البنية اللون على رأسه ، فولى هاربا .
انكسرت القلة ، وأخفت عن أمها السبب ، لكنها يوم زيارة أبيها فى المعتقل ، ومعهما أصناف من المحشى ورق عنب ، والباذنجان ، والفلفلة ستخبره أنها لن تتزوج إلا بعد خروج الأب . وأنها لن تضع قلة على الشباك ، ستنهره ، وأ مها تصعد وتهبط أدوار مصلحة السجون للحصول على تصريح الزيارة . وأبدا أبدا لن تمد يدها بالقلة الفخار القناوى من النافذة لأى شاب . بنات الأصول لا يفعلن هذا حتى لو كان أبيهن غائبا !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة للفنانة زينب السجيني
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر