الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مشكاةُ الوجدِ - أحمد المعرسي
الساعة 09:40 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

في ليلةِ الإسراءِ قال براقي:

من ذا يرقُّ لحسرةِ المشتاقِ؟

من ذا يرقُّ؟ وقال لحنٌ ظامئٌ:

غارَ السؤالُ وذابَ كأسُ الساقي

لكأن هذا الليلَ سهمٌ طائشٌ

سهمُ الصبابةِ ما له من واقِ

  
أنا واحدٌ في الشوقِ روحي دمعةٌ

وقلوبُ كلِّ العارفينَ مآقي

أطلقتُ يا اللهُ دمعةَ عاشقٍ

واللوحُ سرُّ مدامعِ العشاقِ

وشكوتُ من بعدِ الأحبةِ... والأسى

زادي وآهاتُ الجراحِ نياقي

  
يا فالقَ السبعِ الطباقِ أنا الذي

شدَّتْ تناهيدُ البعادِ وثاقي

ما لي أسافرُ حولَ آهاتي منىً

ظمآى ليومِ تواصلٍ وتلاقِ؟

وتسيخُ في شيءٍ أحاولُ سترَه

خيلي وتجثو في الرمالِ طباقي

لكنني والشوقُ يملأُ مهجتي

متعلقٌ بيدِ الكريمِ الباقي

  
وتلوحُ من سفحِ المدينةِ قبةٌ

خضراءُ, تزهو بالمقامِ الراقي

هي في الخيالِ حقيقةٌ أزليةٌ

هي في الحقائقِ سكرةُ الأحداقِ

فيها تعلَّقَ كلُّ قلبٍ عاشقٍ

لكأنّها خُلِقتْ من الأذواقِ

يا قبةً من نورِ وجهِ حبيبِها

وخيالِ طيفِ كمالِه البرَّاقِ

شوقي إلى الهادي المشفَّعِ جارفٌ

ومسارُه العاتي بغيرِ نطاقِ

ما زلت أحلمُ بالزيارةِ... والمنى

سجني وأحزانُ الرجالِ رفاقي

  
بي كلُّ ما في الكونِ من حزنٍ ومن

وجعٍ ومن قلقٍ ومن إخفاقِ

لكنّني وخيالُ وجهِ المصطفى

في كلِّ بوحٍ نازفٍ ترياقي

باقٍ على العهدِ الذي أنفاسُــه

نارُ الحنينِ وحرقةُ الأشواقِ

  
يا وصلَه في ليلةٍ قدسيةٍ

رامتْ بأنوارِ الهدى إغراقي

ما غابَ وجهُ المصطفى عن خاطرٍ

أحلامُــهُ محنيةُ الأعناقِ

صافحتُه وسكرتُ منه بقُبلةٍ

هي في الغيوبِ ولوحُها ميثاقي

  
يا وجهَ مَن شوقي إليه مدائني

لا أشتهي من أسركِم إعتاقي

فلقد نذرتُ لمدحِكم روحي وما

أذكتْ شموسُ الشعرِ في أوراقي

أنتم سمواتُ المحبِّ أحبُّكم

لا شأنَ لي بالزيفِ والأبواقِ

صلى عليك اللهُ يا من نورُه

روحي ونبضُ فؤاديَ الخفاقِ

تغشاك يا عطرَ الوجودِ محبةً

ما دامَ وجهُ الواحدِ الخلاق

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص