الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حَصاةُ الفِكرِ - ياسين البكالي
الساعة 19:09 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


((ليوميَّ الشعر العالمي
وعيد الأم ))

في يومِكَ افتَقدَ
الجميعُ عُيونا
ليَرَوكَ
حيثُ تكاثَرتْ كورونا

يا شِعرُ يا أُمَّ السنابلِ
إنَّ ما
أبقتْهُ أُمّي
لم يَزلْ مَدفونا

أُمّيْ أمامَكَ ؛
دعْكَ مِن كلِّ الذي
يَجري فإنِّي
قد مُلِئْتُ شُجونا

نُوستالجِيا الأشواقِ صاخِبةٌ
وما
تركتْ لِبعضِ الآثِمينَ ظُنونا

وأنا على سَغبِ المسافةِ
كُلّما
وقَفُوا
مَشيْتُ مُمَزّقاً مَطعُونا

لو أنَّ رُوما
أوقَفتْ خُيَلاءَها
ما أوصَلَتْ طُرقاتُها "نَيرونا"

لا الشمسُ تَخرُجُ
مِن ستائِرِ غُرفتي
والوقتُ في رئتي
بدا مَسجونا

وكقطعةٍ أُخرَى
وجدتُ ملامحي
في وجهِ يومٍ
يَستحيلُ قرونا

هوَ عُرفُ هذي الأرضِ
مَدَّ ضَلالَهُ
لمَّا تَناسَى أهلُها القانُونا

هذي حصاةُ الفِكرِ
تَضربُ نفسَها
بعقُولِنا
لتُعانِقَ المجنونا

ويَمُرُّ بالصلواتِ
شيطانٌ على
كتفيهِ يَحملُ
عالَماً ملعونا
***
انثُرْ بقيّةَ ما لديكَ
يقولُ لي
طفلٌ يُكَسّرُ هاجِسي
الموزُونا

وانزَاحَتِ الأصواتُ ؛
كُنّا كُلَّما
التَبَسَ الصدى
نعدُو عليهِ لُحونا

نتداولُ المعنى
على عِلّاتِهِ
لمْ يبقَ سِرٌّ بينَنا مكنُونا

لسْنا مفاتيحاً لِقارونٍ
وعن
مُستَضعَفٍ
لم نَمنعِ الماعونا

ولنا بلادٌ
تُشبِهُ المنفى وما
كانَ اسمُها
إلا بهِ مقرونا
****
يا شِعرُ كُنّا مُنصِتَينِ
لبعضِنا
شكلاً
ولمْ نَترُكْ لنا مضمونا

والكلُّ يَبحثُ
في دفاترِهِ عن
الوطنِ الذي
يَحتاجُهُ غُليونا !

كم شوكةٍ
في حلَقِ صاحبِها انزَوى
عنها
فأشبعَها الغِيابُ مَنُونا

في الهامِشِ الكونيِّ
يَختبئُ الرجا
نصَّاً نراهُ التِّينَ والزيتُونا

ونُكرِّرُ التحليقَ
في أُفقٍ - بلا
جدوى -
أطارَ هوامشاً ومُتونا

لا شأنَ للبُشرى
بما يَجري لمنْ
منحَ التشاؤمَ
في الحياةِ شُؤونا

لكنَّني يا شعرُ أخجلُ
إن أنا
أغمَضتُ
- والدُنيا تَئِنُّ - جُفونا

سَيَفِرُّ مِن غدِهِ
ويَنسى أمسَهُ
مُوسَاكَ
إن لم يَتَّخِذْ هارونا ...
***
وطني يُشاغبُني كثيراً
لم أعُدْ
إلا بهِ وبحبِّهِ مَفتُونا

وأنا الذي أخشى البقاءَ
بهِ كما
تَخشى المدائنُ
أن تَرى كُورُونا

قصَّتْ ظفائرَها العروسةُ
قبلَ أن
تجدَ العريسَ
وحظَّهُ المَيمُونا

فالحالُ قِرطاسٌ
يَتوقُ إلى يدٍ
بتراءَ
تَنقُشُ في يديهِ فُنونا

لا بأسَ
تَبتسِمُ الحجارةُ للندى
إن صارَ فيها
الساكِنُ المسكُونا

وتَهُزُّ ذاكرةَ العواصفِ
غيمةٌ
مَالتْ
فساقتْها الرياحُ هَتُونا

لا بأسَ ؛
ليتَ بِضاعتِي في الشعرِ
أو في الفِكرِ
ما جَعَلتْنِيَ المَديونا

لا بأسَ
صَلَّى الجُوعُ مُنفرِداً على
موتاهُ
مُنذُ تَقَاسمُوهُ بُطونا

لا بأسَ
في بالِ المُسافِرِ خَطوةٌ
لم يَنْتبِهْ لحديثِها المَارُونا

رُغمَ التَّوغُّلِ
في بلادِكَ يا أسى
في وِسعِها
أن تَقمعَ الطاعونا !!؟؟

في وِسعِ فاكهةِ العذابِ
قصيدةٌ
نُصغِيْ
ونَشربُ حولَها الليمونا
***
أسَمِعتَ عن دِينِ الحَمامةِ ؟
رُبَّما
وعرفتُ
كيف غدا بِنا أَفيُونا

الكوكبُ الأرضِيُّ
مشغولٌ بما
في ناسِهِ ؛
مَن يَنصِفُ المغبونا ؟

خُذنِيْ إلى الأعلى ؛
ويَصعدُني دمٌ
رَفَّتْ ضُلوعِي
في يديهِ غُصونا

للحُزنِ موعِدُهُ
الذي لا يَنقضي
ولنَا بأنْ نَحتاجَهُ لِنَكونَا

هذا هوَ الإنسانُ
قاضٍ في أكُفِّ
الغيبِ يُغلِقُ
أو يَفُكُّ سُجُونا

""""""

______

21/مارس/2020م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص