الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قراءة نقدية في قصة خيبة أمل للقاصة منال أمين - عبدالله أحمد حسين
الساعة 01:25 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أولاً القصة 

 

داعب الليل خصلات شعرها بهوائه المنعش .. مازالت متوترة .. تفرك يديها بعصبية .. دقات قلبها تعلو أكثر من دقات الساعة المجاورة
سمعت صوتا عند الباب .. ابتسمت .. زادت نبضاتها فرحا بقدوم من سرق قلبها
هرولت الى غرفتها مسرعة واحتضنت فراشها .. أغمضت عينيها انتظارا لقبلته الساخنة واعتذاره عن تأخره .. لكن دون جدوى
تشعر به في الغرفة لكنه لم يقترب منها .. رفعت الغطاء عن وجهها لتجد سارق من نوع أخر ...
...........................................................

 

 

القراءة
 

قصة "خيبة أمل" للأديبة منال أمين قصة مكتنزة بالدلالة ومشرعة الأبواب للتأويل, وقد وشى عنوانها بموضوعها, وكان بذلك نقطة جذب وإغراء للقارئ للخوض في غمار النص والبحث عن سبب تلك الخيبة التي تربعت على تخوم النص ممثلة بالعنوان.
وقد اتسمت القصة - رغم صغر حجمها وقلة مفرداتها- بتوتر واضح انعكس على أجوائها, وهو توتر اكتسبته من توتر حالة شخصية القصة التي استطاع السرد أن ينقل إلينا حالتها حين نقرأ: " مازالت متوترة .. تفرك يديها بعصبية .. دقات قلبها تعلو أكثر من دقات الساعة المجاورة ".
هذا النقل الدقيق للحالة يشوق القارئ ويثير فضوله لمعرفة سبب التوتر, بل ويجعله يعيش معها تلك الأجواء, فتراه يحبس أنفاسه معها, حين "سمعت صوتا عند الباب .. ابتسمت .. زادت نبضاتها فرحا بقدوم من سرق قلبها.. هرولت الى غرفتها مسرعة واحتضنت فراشها .. أغمضت عينيها انتظارا لقبلته الساخنة واعتذاره عن تأخره .. " 

 

وحين يعرف سبب التوتر نجده يتوق لمعرفة بقية التفاصيل, وخاصة حين يتعلق الأمر بموضوع سرقة القلوب الذي لكل منا فيه نصيب لا محالة, وسرعان ما يصيبنا شيء من خيبة الأمل عندما نقرأ: "ولكن دون جدوى", ويدفعنا للتساؤل عن سبب عدم اكتمال المشهد لنجد الجواب في تلك النهاية المفتوحة, التي تدعو للتساؤل وتحفز على التخمين والتأويل.
لقد أتت النهاية لتجسد معنى العنوان, فشخصية القصة لا تجد من سرق قلبها ولكنها حين " رفعت الغطاء عن وجهها لتجد سارق من نوع أخر".

 

هذه النهاية الصادمة والغير متوقعة منحت القصة جمالاً, وأفسحت الخيال أمام خيال القارئ ليخمن نوع ذلك السارق وحقيقته, إنها نهاية مفتوحة منحت النص جمالاً وفتحت أبواب التأويل في وجه القراءات المتعددة والمتجددة والتي قد تجد في النص شيئاً من الرمزية. 
وقد كان لاعتماد سارد القصة على الأفعال دوره الواضح في ذلك, فضلاً عن إضفاء نوع من الحركة والتجدد في أحداث القصة وتناميها لتصل بذلك إلى ذروتها.

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً