الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
هديرٌ الأماني - ياسين البكالي
الساعة 09:32 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أما آنَ يا موتُ بدءُ الحياةْ ؟
قدِ امتَلأَ الوقتُ آهٍ وآهْ

وجدناكَ في دمعةٍ مُرةٍ
وفي بسمةٍ لم تُطقْها شِفاهْ

وفي كلِّ تهنئةٍ أحرقتْ
قلوباً وأحنَى أساها جباهْ

***
وجدتُكَ في جُرعةِ "الأُنسولينْ"
وفي جائعٍ لم يُتمَّ الصلاةْ

وفي شاردٍ مُنذُ قلتُ انتظرْ
وأمسكتُ بي فرَّ كي لا أراهْ

***
هنا ليلةٌ لم يَعدْ فجرُها
وصبحٌ كأنَّ الضُحى ما أتاهْ

وطفلٌ يُحاولُ أن يَرتمي
على حضنِ أُمٍّ تُحابي سِواهْ

تعبتُ مِن الركضِ خلفي ومِن
فتىً في دمي كُلَّما شبَّ تاهْ

كثيرونَ مَن بادروا بالوفا
قليلونَ مَن وصلوا مُنتهاهْ

لماذا يُحبُّ الرغيفُ البقاءَ
كثيراً لدى آكليهِ العُصاةْ ؟

على النهرِ أن يَتَّقي ضِفةً
إذا لم تَكُنْ في يديها يداهْ

على باعةِ الشكِّ أن يُوقنوا
بما لمْ يُقلْ في كتابِ الحياةْ

لقدْ سَرَّبَ الماءُ أسرارَهُ
فصارَ السرابُ صديقَ المياهْ

كآخَرِ تعويذةٍ مَدَّها
- كحبلٍ - غريقٌ يخافُ النجاةْ

أرى وطني في طريقِ الردى
يُحاولُ لَيَّ ذراعي عساهْ ...

تَفاقمَ حُزنُ البلادِ التي
تَظُنُّ السعادةَ مالاً وجاهْ

فإمَّا بأن تُوقِظُوها معي
أوِ انتبِذُوها حفاةً عُراةْ

****
أنا الفوضويُّ الذي فكَّرتْ
عفاريتُهُ في ابتزازِ الإلهْ

أرادَ الوقوفَ على المُنحنى
فصارَ أمامي وصرتُ قفاهْ

سلامٌ على بلدةٍ أهلُها
يُهيلونَ مِن جانِبيها الغُزاةْ

على الريحِ شدَّتْ خِيامَ المُنى
ليَكتُبَها الأُفقُ قبلَ الرُواةْ

*****
أخيراً سيبتَسمُ الخارجونَ
عنِ النصِّ مهما استَبَدَّ الوُلاةْ

وتَخضَرُّ سُنبلةٌ شاءَ أن
يُحَيِّيْ بها كلُّ حقلٍ أخاهْ

أعِيدُوا إلى عقربي لحظةً
مِن العيشِ كي أستَهِلَّ الوفاةْ

إذا غادرَ المرءُ تأريخَهُ
فماذا سيترُكُ مِن محتواهْ ؟

****

8/3/2020

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص