الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصة قصيرة
الساعة المفقودة - سكينة شجاع الدين
الساعة 08:15 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

فوضى في أروقة المدينة بمنبه لايتوقف عن الإنذار
وطفل لايكف عن البكاء لشدة مايعانيه من جوع
وأم ثكلى تذرف دموعها على وحيدها الذي قتلته الحرب
وثمة كلاب لاتتوقف عن النباح بالقرب من نوافذ البيت
والسيارات في الشوارع تصعق المكان
بأصواتها المزعجة
إنه ضجيج عارم.
ثورة طاعية في أعماقها
تتساءل ماذا هناك؟!
ما الذي تغير وماالذي يحدث في هذا اللحظة.الموتورة ؟
كانت في مكتبها ومازالت تتساءل مطرقة الرأس من شدة القلق والتأنيب الذي يعتريها
اغمضت عينيها عبثا محاولة استلاب فكرة تنقذها ممايعتريها من الخوف والتأنيب
نهضت تجر خيبتها والضجيج إلى سريرها علها تحظى ببعض الراحة
فرشت هواجسها بالممر وهي تتمرغ
بكل التفاصيل والصور التي لاتغادر مخيلتها
فعفت نفسها الراحة متذكرة تلك الحالة من تجردها اللاخلاقي الذي وصلته
في لحظة موت ضميرها الذي فارقته منذ بشاعة جريمتها
حين ذهبت بلاوعي إلى غرفته عقب حالة الغضب التي تعتريه في وجه من يجده أمامه كعادته كل يوم وكثيرا مايتكرر ذلك منه قبل أن يخلد لقيلولته ويشعر بعدها براحة يستنكرها كل من حوله
دخلت إليه وهو في حالة نوم عميقة
ووضعت على وجهه وسادته وجثمت على صدره مانعة حركته وأصواته حتى توقفت أنفاسه و لفظ آخرها
عادت إلى غرفتها بعدأن رتبت ما أفسدته حريصةعلى أخذ كوب الشاي الذي يشربه قبل قيلوله.
شعر الجميع بالراحه
لوفاته.حد أنه لم يبكه أحد سوى مايقتضيه الوضع أمام الناس من إظهار الحزن والتأثر بالوداع الأخير بإنزال بضع دمعات كإحساس طبيعي بفاجعة الموت.
فهي الوحيدة من ظلت تحلم بموته بين يديها بلا مقاومة و لولا كأس الشاي لما استطاعت التخلص منه بسهولة وهو الكوب نفسه الذي ظلت تهمهم بفعلتها بلا وعي، وأخوه واقفا بجانب ساعة الحائط، وعقاربها تشير لبداية ساعة جديدة من الهدوء.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص