الجمعة 31 يناير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن …..والقلم
أحمد عوض ؟؟.. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 18:33 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 2 فبراير2020
 

هناك بشرهم طين الأرض ، كلما زرعت فيهم حبات الذرة ، ظهرت على وجوههم سنابل ، سبول ومحاجين ..
في هذه البلاد ، طولها وعرضها رجالا روواالتربة الخصبة بعرقهم ، فصاروا اعلاما ، يفترض أن يشارإليهم بالبنان ..
المهندس الزراعي أحمد عوض القدسي أحد الذين شقوا الأرض ، ورووا التربة بعرقهم ، وجهدهم ، وقيمهم الجميلة ..

ما أجمل الإنسان حين تراه سنبلة، تبدأ حبة ، تدفن في باطن الأرض التي تحتضنها بكل حنان ، حتى تراها وقد ابنها زراعي اخضر، يظل ينمو ، ويتفرع منه الأغصان ، حتى تظهر الحبة حبوبا ، ترى الرعوي يشهق فرحا حين يلمحها ، فما بالك عندما يلمسها ،وأي نشوة تتملكه لحظة أن تتحول إلى لقمة شهية من إنتاج الطين المقدس ..

أحمد عوض ،هكذا بدأ ،يشق الأرض من الأول ابتدائي ، حتى ظهرت الحبة حبوبا في بريطانيا ، أحد المتفوقين النبلاء في سلوكهم وعلاقتهم بكل الكائنات من حولهم ..هذا النوع من البشر يظل يعطي ولا تسمعه يقول : أنا ، بالمطلق …

أحمد عوض من جيل فتح عينيه على ضرورة التغيير بالقضاء على الجهل بالعلم ، لم يتوانى جيله عن أن يكون نموذجا بطلا ، هكذا نظرنا إليهم نحن الجيل التالي …وانظر، فقد اختار تخصصه "الزراعة"، إذ أدرك أنها عنوان هذا الوطن وان اليمني إبن الأرض ، وهي تتميز بها من زراعة الحبوب إلى زراعة البن الذي يعرفه العالم وننساه نحن تحت وطأة ضربات القات على كل الرؤوس ، وانظر فاالحاكم تغاضى عن زراعة القات ، لسبب جلي " دعهم ينتشون ويطننون " …

أحمد عوض القدسي أوالمهندس الزراعي الكفؤ والمقتدر ، بدأ من الصفر، كافح ، وناضل على صعيد العلم ،الطريق الوحيد الذي راهن عليه جيله للذهاب إلى اليمن الآخر، اليمن الذي يتسيده شعار العلم ولا غيره ، يتظلل تحته اليمنيين كالسنابل التي تنبت في كل أرض ، لأن السنابل لاتعرف عن السياسة شيئا ، درسها الوحيد " الانتماء" للأرض التي نبتت عليها ، ومزن السماء الذي يهمي بأمر ربه، يروي التربة فنراها سبولاومحاجين ذرة ...وفرحة المتماهي مع الطين ،هم جزء منه ، ولاءهم للأرض والأرض لا تبخل على من يرويها حبا وماء عذب زلال هو سر السماء ، والحبة سر الأرض، والإنسان سر الاسرار…

أحمد عوض نموذجا حيا لمن ينتمي للمستقبل …
ارفع يدي بالتحية احتراما وتقديرا له كإنسان وكفاءة قديرة لم يمن ولم يقل مثل المدعين " أنا" ، بل " نحن " …

التحية لك وأنت في البعيد القريب ، ستعود إلينا وعلى رأسك تاج الصحة بمشيئة القادروحده رب السماوات والأرض وما بينهما …

لله الأمر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص