الجمعة 20 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن …..والقلم
أحترم هذا الرجل … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 08:32 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



السبت 1 فبراير2020
 

ربما بالصدفة أو أن أحدا اشار إلى تلك الطاولة : إجلس هناك ..
على يساري جلس ، فظللت لدقائق امسح الوجوه ، وكلما وصلت إلى وجهه احسست بالطمأنينة ، فأنا كنت بين ضباط ورئيس الأمن القومي كان حينها " الاحمدي " …وأنا رئيس تحرير " الثورة"……

كلما أجد نفسي في مكان جديد علي ، فلا يمكن إلا أن أخرج بصديق أوأصدقاء جدد ..مددت يدي إلى جيبي ،اخرجت كرتي ، قلت له : أنا فلان ، رد سريعا : اعرفك ، وبادلني كرته، لمحت اسمه سريعا : جلال الرويشان ، لا اتذكر رتبته يومها ، كان وكيلا للأمن القومي ، لأول مرة احس أنني أجلس إلى إنسان بجانبي ..فلم أشعربالتوتر، كانت دعوة العشاء ليلتها موجهه من رئيس الجهاز ، والجمع كان كبيرا يملأ صالة الموفمبيك …

أحسست أنني اعرفه من زمان ، تبادلنا الحديث بين كل فاصل صمت الآخرين ...ليلتها خرجت من باحساس مريح ،فقد تعرفت إلى رجل مهذب …

(( من مأرب إلى طشقند )) روايته ، سعيت وراءها حتى وجدتها ، وقرأتها ...قلت احدث نفسي : أن يكون لرجل الأمن علاقة بالكلمة فقد كسبت الثقافة ،والأمن ، ونحن ...وأنا من الذين لايعترضون على عمل جهاز الامن كوظيفة ، ما اعترض عليه واقاومه بالكلمة " ظلم الناس " بسبب تقاريرغبية لاتفرق بين العميل والجاسوس والخارج على القانون وصاحب الكلمة والمبدع في كل فنون الابداع ، رجل الأمن الواعي يفرق بين الأثنين ….

تولى وزارة الداخلية ، التقيته في جامع التوحيد ، قلت له : رجاء اعتني بزميلنا محمد الماوري ،هو عندك في العلاقات ، فرد على الفور: أنت تأمرأمر...، خرجت بعد الصلاة وشفاهي تتمتم : هذا الرجل استثنائي ، لم يقتصرالأمرعلى محمد ، بل انه لم يقصرفي حق أي زميل أو مثقف طلبنا إليه أي طلب بشانه …

اكبرته جدا ، وقدكتب إلي رسالة يطلب مني تحديد مكان ليرسل إليه روايته " الصخور المهاجره " وكتاب عن " جريمة القاعة الكبرى " بأقلام بعض من عاشوا اللحظة الاكثر رعبا ونجوا، اكبرت فيه كبره ، فقد تحدث عن والده في مقدمة كتاب القاعة حديثا يجبرالروح ، اعجبني رجلا بمقامه الوظيفي والإنساني أن يتحدث عن نفسه بقوله انه عاش في دكان ، قلت : هذا صاحبي وأنا كنت في دكان السوق المركزي بباب اليمن ، كثيرين يخجلون لوأشرت مجرد إشارة إلى تعبهم وما يشرفهم ، لكنهم يتعالون !! ، جلال الرويشان الضابط الكبير جدا والاديب لايتردد عن القول أنه كان طالبا يعاني مثل معظم اليمنيين ، وكان والده كبيرا حقا …

كتب إلي أيضا انه قرأ " حافة إسحاق " ، قلت : لا أزال مصرا على أن ارسل إليك نسختك وبالاهداء إلى رجل احترمه جدا …وارسلت ...
لن أنسى جميله أنه وقف معي في محنتي ، لاغرض له إلا ان مساحة هائلة نسكنها معا " واحة تقديرالآخرين " ، مالذي يمنع أن يكون رجل الأمن إنسانا يؤدي واجبه ويظل القانون حاضرا في ذهنه واحترام آدمية الإنسان ….

أنا وغيري كثيراحترم ويحترمون هذا الرجل صاحب الكلمة الجميلة اللواء جلال علي الرويشان ...

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً