الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
لغةُ القصيدةِ مُرّةٌ - ياسين البكالي
الساعة 16:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


يا فيصلُ
والفصلُ عنكَ
وعن غيابِكَ يَسألُ

وقلوبُنا
في مهمهِ الشكوى بها
حُزنُ الخمائلِ
حينَ يمضي الجدولُ

وبنا إلى ماضيكَ
شوقُ مناهجٍ
لم يبقَ فيها للندى مُستقبلُ

فكأنَّ قتلَكَ يا شهيدَ حروفِنا
مِرآةُ عهدٍ سادَ فيهِ
" مُعدّلُ"

ورحلتَ !؟
ليتَ الشعبَ يُدرِكُ أنهُ
إن لم يُرَحِّلْ خانِقيهِ سيرحلُ

أوَّاهُ يا قلمَ الحياةِ تَوقّفتْ
كلُّ السطورِ وأنت وحدَكَ تَعملُ

ونزفتَ في زمنٍ كأنَّ جبينَهُ
بدمائِنا لا بالسحابةِ يُغسَلُ

وكأنَّ مدرسةَ الرصاصةِ
وحدَها
هيَ مَن تقولُ
كما تشاءُ وتفعلُ !

تَبَّاً لأعداءِ المحبّةِ كُلّما
فُحْنا أريجاً
هَبَّ منهم مِعوَلُ

ثكلتْكَ أفئدةُ الصِغار
وهُم بلا
حِصصٍ يطوفُ بهم
فراغٌ مُهمِلُ

وتَشَظَّتِ الجُدرانُ ملءَ حناجرٍ
وقفتْ على أملٍ بأنكَ تدخُلُ

دحرجتَ عيبانَ العصيَّ
على العِدا
لما ذهبتَ ولم يفِدْهُ تَبتُّلُ

وكأنَّ ريمةَ مِن أقاصي حُزنِها
سقطَ "الجبينُ" وضاعَ منها "محفلُ"

هذي البلادُ كما ترى مغلوبةٌ
خُذلتْ ونحنُ
على يديها نُخذَلُ

الغدرُ مُستلقىً بشارعِ غَيِّهِ
أنّى اتجهتَ وكُلُّ دربٍ مُخجِلُ

والجهلُ يفرشُ شالَهُ فتَفَرّقوا
مِن حولِهِ
ودعوهُ عنكم يجهلُ

يا كُوّةَ المأساةِ هذا حظُّ مَن
في قلبِهِ للإبتسامةِ منزلُ ؟

هُزِّيْ كتابَ الأبجديةِ وابحثي
عن موطنٍ بسلامِهِ نَتَكلَّلُ

فلقد هَرِمْنا في بلادٍ حُبُّها
مِن كلِّ أسبابِ المحبةِ أعزلُ

هذي السعيدةُ في أتمِّ خضوعِها
أكلتْ بَنيْها حينَما لم يُؤكَلُوا

لم تبقَ ترْبِيَةٌ لتأخُذَ حقَّها
فاثأرْ لنا مِمّا جرى يا فيصلُ

****

21/12/2019

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص