- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
يُسمع صوت الصفارة، أحدهم يتحرك ويجري، يترك ميدان اللعب، يُسمع صوتها في يوم تال وهو عائد من المدرسة، يترك زملاءه ويجري. كان صوت الصفارة يملأ الأرجاء، ابتكار جيد، أثنى أهل القرية على والد محفوظ، كم بُح صوته وهو يناديه، اشترى تلك الصفارة العجيبة المميزة، انجليزية الصنع، انتزعها أحدهم من جيب ضابط انجليزي قتيل في شوارع عدن، في سنوات المقاومة، صوتها مميز ويصل نقيا إلى حدود القرية كلها وأبعد قليلا، هكذا قال بعض أهل القرى المجاورة.
كان والد محفوظ يعترض على من يحاول تقليده، لكنهم جميعا فشلوا، فصوت صفاراتهم شاحب وأولادهم لا يستجيبون..
كبر الفتى محفوظ، الصفارة تعمل، زادت السيارات التي تخترق القرى،كثرت المباني، بدأ صوت الصفارة ينخفض، حتى الأب لا يقوى على النفخ كما كان.. لكنه لم يعدم وسيلة، كان ينادي جاره الشاب لينفخ في الصفارة، لكن الضوضاء المتزايدة تمنع نقاء صوت الصفارة وتقصر مداه.. الصفارة انجليزية الصنع، عسكرية، ما تزال تعمل بكل طاقتها، فلم لا يأتي محفوظ مهرولا كعادته.. هل أصابه الصمم.. كبر الفتى، خجل أن تناديه صفارة وتنتزعه من بين زملائه، فكر الأب ان يشتري صفارة مماثلة ويعطيها ولده لينفخ فيها علامة على سماع صفارته.. تغيرت الدنيا، صار في كل جيب هاتفا، والأب الشائخ يرفض طلب ولده للحصول على هاتف، فالوالد لا يجيد ولن يجيد استعمال الهاتف، لا يقرأ ولا يكتب، الصفارة هي الحل، الصفارة هي الحل، أزعجه ان تنتشر الهواتف ويقبل كل الجيل عليها، وتبدأ إزعاجاتها تطل من خلال فوائدها الأخرى، لا شيء جديدا نافعا بلا أضرار، يضخم الرجل العجوز أضرار الهواتف، ويبرز منافع الصفارة التي لا أضرار لها البتة. لا يقوى على النفخ، كان السعال الدائم يحشرج صوته ويخدش نقاء صوت الصفارة، الصفارة لا تعمل لوحدها، الإنسان يتحكم بنقاء صوتها ومداه.. الصفارة هي الحل، حتى في جنح الليل، والناس نيام، ينادي الرجل العجوز زوجته القابعة في الطابق الأعلى بالصفارة..
تنتشر ألوان الهواتف، وتزداد منافعها، والرجل العجوز يطلب من الجيران النفخ في الصفارة، وقد كبر الولد وصار له هاتفه الخاص، يرن ويسمع رنينه أهل البيت، فيقول الوالد العجوز ، هذا شيطان رجيم ياولدي، أوصيك بالصفارة، فالصفارة هي الحل ستحتاجها غدا لمناداة أولادك.. مات الوالد وأهملت وصيته، تبرع الولد محفوظ بالصفارة الإنجليزية لمتحف المدينة وكتبت تحتها هذه الحكاية.
17.12.19
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر