الاربعاء 13 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
بين النهم و الشغف والإحتضان الكبير - حسن أحمد اللوزي
الساعة 12:45 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

مثل كل ليلة تزين النجوم صدرها الوسيع كانت السماء مشغولة بطاعتها الدائبة لذات الناموس الذي لا يتبدل.. وان كان يسير في جريان على عهد ثابت !
قال لمحاوريه هل ترون مثلي بأنها سوف تأتي ؟؟
أجاب الأكثر مكرا متصنعا الحيرة
- ربما لكنها لم تعد أحدا !!
وقال الأطيب نفسا وقلبا
- لا شك بأنها سوف تأتي حسب وعدها لتقول كلمتها!
وقال الأدهى عقلاً وتفكيرا
- ولماذا إجتمعنا هناأليس ما هو للقاء بها والحوار من أجلها وتأكيد الوقوف معها
- والأهم لتكتشف بنفسها حقيقة مصيرها؟؟؟
- بل لنسمع وجهة نظرها
- بل لتحدد إختيارها وتحسم أمرها وتختار أنا أم أنت أم هو؟
- طال الحديث والإنتظار وكاد يدبر النهار ولم تأت حتى الآن!
- كاد يفوت الأوان!!
- كم أنت نهم !!
- أنا شغوف يا صنو
- أما أنا فعاشق !!
- سوف يفوز المحب الصادق !
- أنا لا أكرر كلمات أي واحد فيكم وأقول الأهم هو أن يكشف كل واحد مدى صدق حبه لها وتعلقه بهاوإخلاصه لها ؟؟

طال الحديث وتشعب ولم يقصر أي منهم في إستعراض قدراته وعضلاته في كل الإتجاهات و كان كل واحد منهم وقد كلً حوارهم وعيل صبرهم يحلم بالإحتضان و يعتقد بأنه الوحيد الأحق بها وبأنها سوف تختاره هو دون غيره ولا يمكن أن يستولي عليها أي واحد منهم ومع نوازعه وفي قرارة نفسه يعتقد بكفاءته وفروسيته وأهليته بذلكم القران السعيد
إنه الوحيد المتميز في شغفه الجليل بحبها وبالاشواق التي لا تعرف الهمود في صدره المضطرب، على خلاف عينيه الزائغتين في الفضاء الذي لا يجيب على أسئلته المكرورة وأحلامه المتهورة كل واحد منهم دون إستثناء يدور منهكاًفي حلقات تضيق به حول ذاته ومحيطه الذي يتحصن به.. وحالماً وصابراً حول المتاهة التي تأوي اليها سيدة الوجود الاخضر بعيداً عنه في انشغالها المتداخل والمضطرب المسكون بالمخاوف وكل الاحتمالات.
يحاول كل واحد منهم إن يهدم الجدران التي تفصله عنها.. وان يراوغ و يحتمي من عسس يتوهمهم.. واشباح تلاحقه.. ولا يرى منها سوى تلك الأنياب البيضاء المفترسة، ولكنه لا يتزحزح عن شغفه الذي ألفه قيد أنملة يلوب به.. ويرتحل في كل المسافات متجاوزاً مرافئ الصبر.. والخذلان.. وحلقات المواجهة والصراع ولا يفارق المتاهة التي أوت اليها سيدة كل الاوقات والاحوال والمثقلة بكل الاوجاع والاحمال.
بعد أن أدرك أنه على وشك الجنون.. وقد حبذت له نفسه هذا الحصن الذي يحتمي به العاشقون وعباقرة العقلاء من مغبات الزمن الجاحد.. والخؤون، ومن ملاحقة الاشباح المدججة بالأنياب الناعمة البيضاء المفترسة.. والرافلة في الأثواب المزركشة بكل الالوان البراقة.. والمذهبة!!
حين أشعل ضحكته الخفيفة المتوجسة مثل هذه الكتابة من هواجس نفسه تبللت ليلته المزدانة بالنجوم اللامعة بوعد المطر المنتظر وقد أوشك أن يهمي في رذاذ بخيل همد من حوله صمت حكيم ظل يرافقه بدى مسروراً به وأخذ يغني بصوت اشجى الحيطان وبما يشبه اغاني الشوق والحنين في ألسنة النساء المجاهدات في إنشغالهن اليومي ساعات مع المطاحن الحجرية حتى تشبعت الحواس بكل ماتحتاج اليه من الصبر والشجن والاطمئنان .. غير انه لم يخلد الى النوم.
وبقيت خطواته إليها حية في مأتم الصبر الطويل، ولم يبق الا ان يصرخ بما يمكن ان يذهب بكل الاسماع!!
لم يبق إلا ان ينفجر بصورة من الضحكات الهستيرية ومساحات من الصمت المطبق مدركا بأن التوقع اشد من الوقوع!! وبعض ما تأخر فيه الخير!! ولا أثمن من حسن الظن يعتصم به في تعامله مع كل من يتعامل معهم في كل الأحوال كما في الطبيعة وحركة الفصول!!
وكان لا يعلم كل واحد منهم أنها مازالت تنتظر إتفاقهم على كلمة واحدة تجمع حبهم وشغفهم في نهر واحد يجري بإحلامهم وطموحاتهم لمصلحتهم الواحدة ملتاعة في شرفة الهجوع الذي بدأ يتخلل وقت انشغالها المتداخل المضطرب وبدأت تعيد الحسابات وتسهر على ترتيب زينتها التي اهملت وتفكر في كل ما يعنيه تربص الاوهام والغيلان المتوحشة بأحلامها الخضراء دون ان يغويها أريج النسائم العابرة لأيكتها في المتاهة التي تحيط بها.. لتغمر الفضاء كله بطيبها قاصدة المكان الذي لا يستحقه أو يستقر فيه إلا من يرتدي نقاء باطنه ويتحلى بالرشد وصولجان المعرفة والحكمة ويجاهد لإشباع شغفه بها ومعنى إرادته الحرة في أن يكون لها كما في مشيئتها التي لا مناص له من الإمتثال لها و لشغفه الجليل الذي كاد يرد إليه عقله الذي اختار في لحظة ضعف وخذلان وطول انتظار.. وصبر ان يضيعه في سوق الهباء.. والخسران!! وما انفك كل واحدٍ منهم يجاهد من اجل ان يسترد رشده المضيء الذي يلتقي بهم في بوتقة واحدة والكل في واحد ومن أجلها هي أولا وأخيرا مثلما بدى ذات حلم قديم وظل مسيجا بغلالة من الندى الذي اخذ يتبخر من حرارة الاحتضان!!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً