الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
في جفون الطيش - فيصل البريهي
الساعة 14:13 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

في رحلةِ البؤسِ... بين السِّرِّ والعلَنِ
أبحرتُ كالظِّلِّ في المستنقَعِ الزمني

أشرعتُ كلَّ المتاهاتِ التي ركِبَت
عقلي..وأغرقتُ في بطنِ المدى سُفُني

سافرتُ في صحبةِ الأحلامِ مُمتطِياً
ظَهرَ المُنى ، والمنايا تمتطي بدني

مِن أين أمضي غريباً كالسرابِ وفي
كُلِّ اتِّجاهٍ سرابٌ كُلُّهُ وطني؟

هذا أنا والفراغاتُ التي امتلأت
بي لا أرى قُوَّتي فيها ولا وهَني

وها أنا راحلٌ والدربُ يسكنُ في
نفسي..، ودربُ الأماني وحدهُ سَكَني

أطوي المدى واخضرارُ الحُلمِ يبعثُ في
آفاقِ عمري بذورَ الشوقِ والشَّجنِ

عمَّا تُفَتِّشُ في الأحلامِ يا عُمُري؟!
عن كلِّ وهمٍ فقيرٍ أنت عنهُ غني؟!!

ظلَّت أمانيك أهواءً مُعذَّبةً
تهفو لِعيشٍ رغيدٍ في الحياةِ هني

لكنَّها وهي في حضنِ الأسى ارتشفت
كأساً من الخمرِ لا كأساً من الَّلبنِ

وهاهِيَ في جفونِ الطيشِ ما برحَت
تنسابُ كالطيفِ بين الصحوِ والوسَنِ

* * *

ما لِلمواويلِ سكرى كلَّما عزَفَت
لحنَ السِّرورِ شدَت أنشودةُ الحزَنِ؟!

لأنَّ ذوقَ الحياةِ المُرِّ في فَمِها
لم يخلُ من لذَّةٍ تخلو من العفَنِ

ما لي وما للمراراتِ التي ألِفَت
عَيشي وأشرَت قبيحَ العيشِ بالحسَنِ؟

هل صادرَت كلَّ إنسانيَّتي؟ وقضَت
في سلبِ حُرِّيتي منِّي بِلا ثمَنِ؟!

جنسيَّتي حيوانٌ في الحياة وما
ذنبي هنا غير أنِّي شاعرٌ يمني

لو كنتُ (كلباً أوروبياً) لما حَرُمَت
كينونتي من قليلِ الفضلِ والمِنَنِ

* * *

وحدي أُغنِّي على إيقاعِ أُمنيةٍ
تحيا بروحِ الهوى في العالَمِ الوثني

تسري عبيراً وأشذاءً مُعطَّرةً
ورديَّةً في حنايا واقعٍ نَتِنِ

غنَّيتُ للحُبِّ ، والأعراسُ تغزلُ لي
مِن كلِّ ثوبِ زفافٍ خِطّهُ كفني

ما جئتُ بالشِّعرِ غزلاً ..إنمّا غَزَلاً
حيّاً، وليس احترافُ الشِّعرِ من مِهَني

هذا أنا ، شاعرٌ يغشى الجمالَ كما
تغشى النسائمُ وردَ الخَدِّ والوجَنِ

يختالُ في أعيُنِ الغزلان مُنفرطاً
كالطيرِ من فنَنٍ يأوي إلى فنَنِ

جلَّت مُعاناةُ قلبٍ شاعرٍ وسَمَت
أهواؤهُ البِبيضُ عن وشمٍ من الدَّرَنِ

لاحت لهُ من وراءِ الغيمِ قافيةٌ
يزدانُ فيها جمالُ الريفِ والمُدنِ

ألقَت إلى قلبهِ وحيَ الجمالِ هدىً
يُغني المنى عن فروضِ الحبِّ والسُّنَنِ

هذي نبوءةُ من في الحبِّ مُهجتُهُ
في صدرِهِ مهبطُ الأسرارِ والفتَنِ

ما أظمأَ القلبَ في دنيا الجمالِ وما
أشقى الذي في هواهُ ليس بالمَرِنِ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص