- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
- الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان
منذ سنوات وأنا أتابع مندهشاً ومصدوماً ما يكتبه كثير من الأصدقاء المثقفين من أدباء وفنانين وأكاديميين وحداثيين وحتى حقوقيين وعلمانيين في وسائل التواصل الاجتماعي، وما تحمله هذه الكتابات من هوس جنسي سطحي وشبق بدائي يتناقض مع بديهيات التطور القيمي والاخلاقي الذي ينبغي أن يكون مسايراً للتطور المعرفي الذي لا أشك أن الكثيرين منهم يمتلكونه بامتياز. والأمثلة على هذه الكتابات (سواء كانت بصيغة منشورات أم تعليقات سريعة) كثيرة، وآخرها على سبيل المثال مجمل الكتابات والتعليقات الجنسية الهشة للمتظاهرات في لبنان، وقبلها التعاطف الشبقي مع المقاتلات الكرديات، حتى أصبح التعاطف مع أو ضد ثورة أو مقاومة مقترن بمدى جمال الفتيات التي يتم تناقل صورهن أو مقاطع الفيديو لهن في وسائل التواصل. وللتذكير أنا هنا لا أتحدث عن عموم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لكن عن شريحة المثقفين والحداثيين على وجه الخصوص.
ولا يقتصر الأمر حقيقية على قضايا الصراعات والاحتجاجات بل يتعداه إلى بقية جوانب الحياة، فلا بد أنك قد قرأت منشوراً لحداثي مثقف يمدح و يعلي من قيمة القراءة كممارسة راقية ومهمة وقد وضع صورة حسناء وهي منهمكة تقرأ كتاباً (ناهيك عن التعليقات البلهاء التي تتبع هذا المنشور) لكأن الأمر كان سيختلف لو كان ذلك المنهمك في القراءة رجلاً أو شاباً بملابس متواضعة أو طالب مدرسة.
ولا بد أنك قد صادفت منشوراً لأحدهم يمدح الممارسة الديمقراطية في بلد ما مدللاً على جمال هذه الديمقراطية بصورة لحسناء وهي تقترع، لكأن تصويت عامل مصنع أو استاذ في مدرسة لا أهمية له أمام تصويت هذه الحسناء أو "المزة" (وهي اللفظة الغبية التي أصبحت متداولة في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج).
حتى أولئك الذين يدافعون عن البيئة من المثقفين العرب لا يمكن إلا أن يرفعوا صورة "مزة" مناصرة للبيئة لكي يدللوا على أهمية الاهتمام بقضايا البيئة. وأولئك المدافعين عن حقوق سائقي التاكسي لا بد أن يضعوا صورة لسائقة تاكسي "مزة"، وإلا لن تجد من يتعاطف مع هذه الحقوق.
أما ما يختص الأدب والفكر فالأمر بات مدعاة للحسرة، فالنص الأدبي شعراً أم سرداً يصبح له قيمة مضاعفة عند بعض النقاد إذا كانت التي كتبته "مزة"، والطرح الفكري أو السياسي يصبح عميقاً ومؤثراً إذا كانت صاحبته "مزة"، وإذا أمسكت "مزة" بالمصحف سبح لها آلاف المتدينين وقالوا "سبحان الذي خلق"، وإذا أمسكت "مزة" بصورة جيفارا تداعى لها آلاف الثوريين وقالوا "باسم العامل والفلاح"، وإذا قامت "مزة" ببث نصائح في التغذية وتخسيس الوزن فكر كثير من مثقفينا بكروشهم وأهمية هذه النصائح... وعلى هذا المنوال هلم جر...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


