- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
منذ سنوات وأنا أتابع مندهشاً ومصدوماً ما يكتبه كثير من الأصدقاء المثقفين من أدباء وفنانين وأكاديميين وحداثيين وحتى حقوقيين وعلمانيين في وسائل التواصل الاجتماعي، وما تحمله هذه الكتابات من هوس جنسي سطحي وشبق بدائي يتناقض مع بديهيات التطور القيمي والاخلاقي الذي ينبغي أن يكون مسايراً للتطور المعرفي الذي لا أشك أن الكثيرين منهم يمتلكونه بامتياز. والأمثلة على هذه الكتابات (سواء كانت بصيغة منشورات أم تعليقات سريعة) كثيرة، وآخرها على سبيل المثال مجمل الكتابات والتعليقات الجنسية الهشة للمتظاهرات في لبنان، وقبلها التعاطف الشبقي مع المقاتلات الكرديات، حتى أصبح التعاطف مع أو ضد ثورة أو مقاومة مقترن بمدى جمال الفتيات التي يتم تناقل صورهن أو مقاطع الفيديو لهن في وسائل التواصل. وللتذكير أنا هنا لا أتحدث عن عموم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لكن عن شريحة المثقفين والحداثيين على وجه الخصوص.
ولا يقتصر الأمر حقيقية على قضايا الصراعات والاحتجاجات بل يتعداه إلى بقية جوانب الحياة، فلا بد أنك قد قرأت منشوراً لحداثي مثقف يمدح و يعلي من قيمة القراءة كممارسة راقية ومهمة وقد وضع صورة حسناء وهي منهمكة تقرأ كتاباً (ناهيك عن التعليقات البلهاء التي تتبع هذا المنشور) لكأن الأمر كان سيختلف لو كان ذلك المنهمك في القراءة رجلاً أو شاباً بملابس متواضعة أو طالب مدرسة.
ولا بد أنك قد صادفت منشوراً لأحدهم يمدح الممارسة الديمقراطية في بلد ما مدللاً على جمال هذه الديمقراطية بصورة لحسناء وهي تقترع، لكأن تصويت عامل مصنع أو استاذ في مدرسة لا أهمية له أمام تصويت هذه الحسناء أو "المزة" (وهي اللفظة الغبية التي أصبحت متداولة في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج).
حتى أولئك الذين يدافعون عن البيئة من المثقفين العرب لا يمكن إلا أن يرفعوا صورة "مزة" مناصرة للبيئة لكي يدللوا على أهمية الاهتمام بقضايا البيئة. وأولئك المدافعين عن حقوق سائقي التاكسي لا بد أن يضعوا صورة لسائقة تاكسي "مزة"، وإلا لن تجد من يتعاطف مع هذه الحقوق.
أما ما يختص الأدب والفكر فالأمر بات مدعاة للحسرة، فالنص الأدبي شعراً أم سرداً يصبح له قيمة مضاعفة عند بعض النقاد إذا كانت التي كتبته "مزة"، والطرح الفكري أو السياسي يصبح عميقاً ومؤثراً إذا كانت صاحبته "مزة"، وإذا أمسكت "مزة" بالمصحف سبح لها آلاف المتدينين وقالوا "سبحان الذي خلق"، وإذا أمسكت "مزة" بصورة جيفارا تداعى لها آلاف الثوريين وقالوا "باسم العامل والفلاح"، وإذا قامت "مزة" ببث نصائح في التغذية وتخسيس الوزن فكر كثير من مثقفينا بكروشهم وأهمية هذه النصائح... وعلى هذا المنوال هلم جر...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر