- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- بينونة للعقارات تتواجد في معرض الشارقة العقاري "إيكرس" 2025
- وثائق رسمية تكشف اختلاس مسؤولي هيئة الأدوية بصنعاء أكثر من 128 ألف دولار وأمانات رواتب الموظّفين
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن تكشف عن قائمة جديدة لشركات الحوثيين
- وكيل مصلحة الهجرة والجوازات: نسعى لتسهيل إجراءات الحجاج بالتعاون مع وزارة الأوقاف لإنجاح موسم حج 1446 هـ
- الأوقاف تمدد فترة تسجيل الحجاج حتى الـ 10 من فبراير
- جامعة عدن تستضيف ندوة علمية حول «الوعل في تاريخ اليمن»
- الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين يتضامن مع الإعلامي أحمد حسين الفرحان
- مصر.. الاتحاد العربي للتطوير والتنمية يعلن عن بروتوكول تعاون مع المركز القومي للبحوث
- منصة (P.T.O.C) تكشف استراتيجية إيران السرية لتمويل الحوثيين عبر تجارة الأدوية (تفاصيل خطيرة)
- جريمة شنيعة في تعز: مشرف حوثي يقتل شقيقته ويصيب ابنها والمليشيا ترفض تقديمه للمحاكمة
منذ سنوات وأنا أتابع مندهشاً ومصدوماً ما يكتبه كثير من الأصدقاء المثقفين من أدباء وفنانين وأكاديميين وحداثيين وحتى حقوقيين وعلمانيين في وسائل التواصل الاجتماعي، وما تحمله هذه الكتابات من هوس جنسي سطحي وشبق بدائي يتناقض مع بديهيات التطور القيمي والاخلاقي الذي ينبغي أن يكون مسايراً للتطور المعرفي الذي لا أشك أن الكثيرين منهم يمتلكونه بامتياز. والأمثلة على هذه الكتابات (سواء كانت بصيغة منشورات أم تعليقات سريعة) كثيرة، وآخرها على سبيل المثال مجمل الكتابات والتعليقات الجنسية الهشة للمتظاهرات في لبنان، وقبلها التعاطف الشبقي مع المقاتلات الكرديات، حتى أصبح التعاطف مع أو ضد ثورة أو مقاومة مقترن بمدى جمال الفتيات التي يتم تناقل صورهن أو مقاطع الفيديو لهن في وسائل التواصل. وللتذكير أنا هنا لا أتحدث عن عموم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لكن عن شريحة المثقفين والحداثيين على وجه الخصوص.
ولا يقتصر الأمر حقيقية على قضايا الصراعات والاحتجاجات بل يتعداه إلى بقية جوانب الحياة، فلا بد أنك قد قرأت منشوراً لحداثي مثقف يمدح و يعلي من قيمة القراءة كممارسة راقية ومهمة وقد وضع صورة حسناء وهي منهمكة تقرأ كتاباً (ناهيك عن التعليقات البلهاء التي تتبع هذا المنشور) لكأن الأمر كان سيختلف لو كان ذلك المنهمك في القراءة رجلاً أو شاباً بملابس متواضعة أو طالب مدرسة.
ولا بد أنك قد صادفت منشوراً لأحدهم يمدح الممارسة الديمقراطية في بلد ما مدللاً على جمال هذه الديمقراطية بصورة لحسناء وهي تقترع، لكأن تصويت عامل مصنع أو استاذ في مدرسة لا أهمية له أمام تصويت هذه الحسناء أو "المزة" (وهي اللفظة الغبية التي أصبحت متداولة في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج).
حتى أولئك الذين يدافعون عن البيئة من المثقفين العرب لا يمكن إلا أن يرفعوا صورة "مزة" مناصرة للبيئة لكي يدللوا على أهمية الاهتمام بقضايا البيئة. وأولئك المدافعين عن حقوق سائقي التاكسي لا بد أن يضعوا صورة لسائقة تاكسي "مزة"، وإلا لن تجد من يتعاطف مع هذه الحقوق.
أما ما يختص الأدب والفكر فالأمر بات مدعاة للحسرة، فالنص الأدبي شعراً أم سرداً يصبح له قيمة مضاعفة عند بعض النقاد إذا كانت التي كتبته "مزة"، والطرح الفكري أو السياسي يصبح عميقاً ومؤثراً إذا كانت صاحبته "مزة"، وإذا أمسكت "مزة" بالمصحف سبح لها آلاف المتدينين وقالوا "سبحان الذي خلق"، وإذا أمسكت "مزة" بصورة جيفارا تداعى لها آلاف الثوريين وقالوا "باسم العامل والفلاح"، وإذا قامت "مزة" ببث نصائح في التغذية وتخسيس الوزن فكر كثير من مثقفينا بكروشهم وأهمية هذه النصائح... وعلى هذا المنوال هلم جر...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر