الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الوهم المُشاع - فيصل البريهي
الساعة 13:47 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

منذُ أن أبحرتُ في دنيا التياعي
وأعاصيرُ الأسى تثني شراعي

أكبحُ الأمواجَ ، والأمواجُ كم
تشتهي كَبحي وكم تهوى صراعي

كُلَّما صارعتُ أمواجَ الأسى
لم يَهُن عزمي ولم يضعف ذراعي

لم يزل مُستفحِلاً في وجهها
كاندفاعِ الموجِ تيَّارُ اندفاعي

تهتُ في دنيا الأماني باحثاً
عن وجودي ، مُثبِتاً فيها ضياعي

آه من "لولا" ولولا ليتها
لم تكُن حرفَ امتناعٍ لامتناعِ

لم أكن مُتَّبِعاً دِينَ الهوى
بل ولا كان الهوى يرضى اتِّباعي

أريَحيُّ الطبعِ بالمعنى الذي
كُلُّ روحانيَّةٍ تُشقي طباعي

* * *

أين هذا الليلُ منِّي؟ رُبَّما
في ضلوعي ينطوي...حسبَ اتِّساعي

أنا في وادٍ من الوهمِ الذي
تستوي الأطيارُ فيهِ والأفاعي

تستوي الأحلامُ والأشباحُ في
ظلِّهِ ، والشاةُ تبدو كالسباعِ

ضقتُ ذرعاً بالضحى.. أو ضاق بي
كلُّ ضوءٍ جائعٍ ينوي ابتلاعي

هل أنا ابنُ الليل؟!! ما أدرى الخفا
فيشَ ما حَبلُ اتِّصالي وانقطاعي؟

عِشتُ نجماً كلما اشتدَّ الدجى
بالظلامِ امتدَّ في الدنيا شعاعي

شابَ رأسُ الليلِ من أطرافهِ
عازماً عن وجههِ كَشفَ القناعِ

والمدى المحموم تطويهِ الذُّرا
والأسى مُستفحِلٌ في كلِّ قاعِ

* * *

ياربيعَ الوردِ ما ذنبُ الشذا
في ذبولِ الوردِ من قبلِ الفقاعِ؟

كان لي ليلٌ ولي صُبحٌ ولي
موطنٌ فيهِ انشغالي واضطجاعي

فَرَّتِ الأوقاتُ من عمري إلى
عالَمِ (السوطيِّ) و(القاتِ الضِّلاعي)

مِن ظِلالٍ مُستقِرٍّ مَرَّ بي
موكبي نحوَ انخفاضي وارتفاعي

أمتطي من غابةٍ سكرى إلى
غابةٍ سكرى خيالاً غيرَ واعِ

من هنا حتى هنا من ذا سرى
غيرُ وهمي في المحيطِ الاجتماعي؟

كان لي عيشٌ طبيعيٌّ لهُ
نكهةٌ نشوى كتقبيلِ الوداعِ

واقعيٌّ شمُّهُ أو طعمُهُ
مالشيءٍ غيرُهُ في العيشِ داعِ

عشتُهُ نوماً وصحواً قبل أن
يتبنَّى (الرستِلُ) النومَ الصناعي

كلُّ ما حولي أناسٌ عندهم
ضِعفُ ما عندي من الوهمِ المُشاعِ

بين ميلادي وموتي منسِكٌ
عشتُ عمري طائفاً فيهِ وساعي

أيُّ قبرٍ غيرُ فرديٍّ سوى
موطني أضحى لنا القبرَ الجَماعي؟!!

نحنُ كالموتى على الدنيا إذا
لم نكُن ماشيةً من غير راعِ

نتفانى فوق أطباقِ الثرى
مثلما تعثو جرادٌ في المراعي

همُّنا همُّ المواشي ما لنا
همُّ إنسانيَّةٍ غير المتاعِ

كلُّها أرقامُنا سالبةٌ
تنتهي بالضر لا بالإنتفاعِ

يا قوانين الرياضيات هل
(للخوارزمي) هنا بعضُ اقتناعي

أنَّ دون الصفر أعداداً ومن
دونها ما لم يكن في مستطاعي؟

كلما شنَّيتُ حرباً هاجمَتـ
ـني أحاسيسي من الخطِّ الدفاعي

هكذا جاءت بيَ الآلامُ من
كلِّ جرحٍ مثلما البثِّ الإذاعي

لا تراني أعينُ الموتى إذا
جئتُ أو آذانُهم ترضى استماعي

وسيبقى الخيرُ خيراً كالضحى
باسماً لا يرتدي الوجهَ الخداعي

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص