الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
في الطريق إلى إلْمَقَه - أنس الحجري
الساعة 16:33 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

في الـروحِ شيءٌ ما، يُـغنّي، عـيـنـاهُ مـن قـاتٍ وبُنِّ

الصوتُ صوتي، والقصيدةُ لي، وهذا اللحنُ لحني

حَـدّقـتُ فـيـهِ لـبُـرهـةٍ، وعـرفـتُ ما أخـفـاهُ عنّي

أنتَ السعيدُ إذن! فـقـال: ألمْ تشاهدْ بعدُ حُزْني!

لا شيءَ عندي، بـلدتي احترقتْ، وجنّاتي، وعَدْني

أوَمـا عـرفـتَ مـلامحي؟ قـلـتُ الظلام وكبر سِنّي

من أين جئت وأين تمضي؟ قال من سجنٍ لسجنِ

أمشي، وأحـمـلُ سـوءَ أيـامي معي، وجميلَ ظنِّي

لِمَ لَمْ تقلْ مَن أنتَ؟ قـلـتُ قتَلتُني، وأخـافُ مِنّي

سلّمتُ خصمي مـا تبقّى مِـن سـمـاواتي ومُزني

أرخَصتُني، فتمكّن الـنـخّـاسُ مِـن بـيـعي ورَهني

وألِـفـتُـهُ، حتى إذا مــا غــابَ جـئـتُ أنــا بـأُذني

وأنـا الذي نـاولـتُـهُ - مـتودداً - عَـسَـلي وسَمني

وأنـا الـذي أطـعـمـتُـهُ زادي بـملعقتي وصـحني

وأنـا الـذي قـبّـلـتُ رُكـبـتَـهُ السمينةَ ذات وَهْـنِ

وزرعـتُـهُ، وتـفـنّـنـتْ كـفّـاهُ في حصدي وطحني

وأنـا الـذي أعـلـيـتُـهُ بـذراً صـغـيراً فـوق غصني

فـتــكـاثـرتْ أثـمـارُهُ، وتـسـبـبـتْ لي بـالـتـدنّي

لمْ يُعطِني مـنـهـا سوى ذاك الذي يكفي لِـلَعْني

وأنـا الـذي دافـعـتُ عن أبـنـائهِ، ودفعتُ بـاْبني

وأنا الذي جمّلتُ وجهَ حُسَينِهِ وطمستُ حُسني

وأنـا الـذي عـبّـأتُ جوع (بطونِهِ) وربطتُ بطني

وأنـا الـذي أعـطـيـتُـهُ سَـيـفي، فـجـرّبَـهُ بِطَعْني

وأنـا الـذي أمسيـتُ بـيـن شؤونهِ ونسيتُ شأني

حـقـقـتُ كـلَّ مُـنـاهُ ثم مُنِعتُ من حقِّ التمنّي

وأنا الذي وأنا الذي...، واغرورقتْ بالدمع عيني

الـمـرّة الأولى الـتي فـيـهـا عــيــوني لـمْ تَـخُنّي؛

أيلولُ أنـتَ إذنْ! عليكَ سِـمـات إيـمـانٍ ويُـمْـنِ

أيـلـولُ يـا ربَّ الـشـهـورِ اصدُقْ فمثلكَ لا يُمَنّي

أيـلـولُ اسرع، لـمْ نزل بالقربِ إنّ الدربَ مُضْنِ

يا بسمةَ الطفلِ الصغيرِ، ودمعةَ الشيخِ المسنِّ

في الروحِ شيءٌ مـا، ولا أدري أيَــبـكي أم يُـغنّي!

أيلولُ قلُ شيئاً، أعِد صوتي، و (قنْبوسي)، وفنّي؛

يـا أيـهـا الـيـمـنُ الـجـريـحُ قُتِلتُ آلافـاً فـعِدْني

إنْ كان قتلي سوف يُحيي ما تبقّى منك...زِدْني

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص