الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حكايةُ نص - عبدالعزيز المقالح
الساعة 14:40 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

لمْ أَكتبْ هذا النَّصَّ
ولم يَكتُبْني،
لكني أقرأُ فيهِ وجهاً
أعرفهُ
قَلَقاً يعرفني.
هل يخترقُ النصُّ
جدارَ القلبِ؟
وهل يَكتُبنا
لحظةَ لا ندري
أو يدري؟

لمْ أَكتبْ هذا النَّصَّ
ولم يَكتُبْني،
لكني أقرؤني فيهِ
وأسمعُ آهاتِ الرّوحِ
أَنينَ شراييني.
هل كَتَبَتْهُ يَدِي
في غسقِ الليلِ
ولم تأخْذ إذناً
مِن سَهَري
وسوادِ ظُنوني؟

لمْ أَكتبْ هذا النَّصَّ
ولم يَكتُبْني،
لكني أَلمسُ فيهِ
صَدى صوتي
وظِلالَ أصابعيَ المرتعشاتِ
وأَلمسُ فيهِ سَقفَ سمائي،
وأرى زمناً مختلفاً
ناساً غيرَ الناسِ
وأَرضاً أخرى
لا تُشبهُ هذى الأرضْ.

لمْ أَكتبْ هذا النَّصَّ
ولم يَكتُبْني،
لكني أَقرأُ فيهِ حزناً
في حجمِ الأرضِ
وفي حجمِ مياهِ البحرِ
وفي حَجمِ فضاءِ اللهِ الواسعِ
ذلك حزني
كيف استوعبه النَّصُّ
ولم يترك شاردةً من وجعٍ
أو واردةً من جَرحْ .

لمْ أَكتبْ هذا النَّصَّ
ولم يَكتُبْني،
مُذ فَقَدت روحيَ
نِصفَ سمائي
واغتَسَلتْ كلماتي
بمياهِ بُكائي
وأنا أخشى الكلمات
إذا اعترضتْ وجهَ طريقي
وأخافُ على كفي
من نارِ حريقي .

لمْ أَكتبْ هذا النَّصَّ
ولم يَكتُبْني،
لكني لا أرفُضُه
لا أخجلُ منه إذا ما قيل
بأني صاحُبهُ
أنَّ ملامحَه تُشبهني
أدري كم أَوغلَ في الحزن
وكم أفرطَ في تكرار اللازمة الأولى
لكن القارئَ يَغفرُ ما اقتَرفَ الوزنُ
وما جَنَتِ الكلمات.
لمْ أَكتبْ هذا النَّصَّ
ولم يَكتُبْني،
أتساءلُ : كيف أتى
في زمن اللاّشعر
ومن دنيا اللاّ حُلم
وكيف نجا مِن نار الحربِ
ومن عَبَث الموتِ المجاني
أتى مكتملاً
لا يشكو من نقصانٍ
في المعنى والمبنى؟!.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص