السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
انحسار التفاؤل - علي الأسدي
الساعة 12:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

ينصح برياضة الزفير والشهيق للكبار والصغار .. ومن فوائدها تجددالهواء في الرئتين وبالتالي تنقية الأكسجين في الدم ..ولا تتطلب جهودا كبيرة لأنها مصنفة ضمن الرياضات الخفيفة .
بممارستها وجدتها أيضا تساعدعلى انحسار الاحباط ومقاومة التوعك ، أحيانا ، واطلالة شيء من التفاؤل .. وإلى حد ما ..اذكاء مكامن الابتهاج وتحسن الطباع ..

 

يستحسن ممارسة هذه الرياضة في الحدائق والمتنزهات حيث الأشجار والزهور العابقة بالهواء الطيب فيعبر إلى مواضع التنفس وتسر النواظر بالمناظر الخلابه .... سبحان من أهدانا نعمة الهواء حتى في ححيرات الغصون وذرات الماء !
لكن ... هذا الهواء النقي صار يأن تحت وطأة الملوثات مثل رذاذ الاشعاعات الضارة وما تنفثه المصانع والمحركات ومولدات الكهرباء والطائرات والسيارا وغيرها ماينتج عنهاالعوادم والفضلات ومخلفات كيميائية عدة اضافة إلى الروائح الكريهة التي تنبعث من تراكمات القمامات مايؤدي بالتأكيد إلى أضرار جسيمه على البيئة بصورة عامة وعلى أجهزة تنفس الإنسان والحيوان بصورة خاصة .. ومنها تساق الامراض والأوبئة إلى كل أعضاء البدن و الجسم . وفي هذه الأجواء الغير صحية ينصح، طبعا ، بعدم ممارسة رياضة الزفير والشهيق. ولأن الله سبحانه وتعالى رؤف بعباده فقد أغاثنا بالمطر الذي يحمل الهواء النظيف ويقوم بمهمة تنقية الأجواء من كل الملوثات .

في ذلك المساء حمدت الله ونزلت إلى فناء منزلي لأمارس الرياضة اياها .. لكن ما أن بدأت حتى شممت رائحة احتراق وقود " الديزل " توقفت فورا ليتسلل إلى سمعي صوت دوران محرك ضخم .. فتحت الباب لأرى على بعد أمتار عربة شحن كبيرة تعلو مقدمتها أضواء شاحبة وتنفث كتلا هائلة من الدخان الكرية الرائحة . قررت الذهاب إلى السائق وطلبت منه أن يوقف المحرك ريثما ينتهي من افراغ حمولة "الموتر" !! تأملني بازدراء ووجهه شاحب فيما كان يلخلخ مفارق أسنانه وأضراسه ليزيل بقايا نفايات القات . زجرني : " وأنت ما دخلك .. ؟ .. روح لك خلينا نقصد الله !!" 
 

هالني قدر التوتر على جبينه وحاجبيه المقطبتين فعدت أدراجي متحاشيا الشر القادح من عينيه الغائرتين موقنا بأن المسألة في حالة التمادي ستكون أكبر من تداركها ..
داريت غصتي .." والكاضمين الغيض والعافين عن الناس .." - بعد أقل من نصف ساعة غادرت الشاحنة وبعد برهة هطلت الأمطار مجددا لتمدنا بما يغيثنا .. اللهم لاغوث إلا غوثك .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً