الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تَمَرّغْ بالشتاتِ - ياسين محمد البكالي
الساعة 17:24 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

تَمَرّغْ بالشتاتِ وكُن قطِيعا
يُحاولُ في المتاهةِ أن يَضيعا

وخُذْ كلَّ الأوامرِ مِن مُجيرٍ
على يدِهِ انكسرتَ لكي تُطِيعا

***

ونادى الإنفصالُ لقد أتينا
وأعلنَ عن تَمَكُّنِهِ سريعا

فضجَّ المستحيلُ لقد خُدِعنا
ولكن بعدَ أن أضحى صريعا

بِنا يا أرضُ فاحتَدِمِي نِزاعاً
فلن تَجِدِي سِوى الأدنى رفِيعا

أيا أُمَّ القصائدِ ذابَ حرفي
ولم تَهبي لهُ إلا الصقيعا

ويا وطني ابْتَسِمْ لم يبقَ شيءٌ
تخافُ عليهِ قد ضِعنا جميعا

زنابيلُ الخيانةِ قد أقامتْ
صلاةَ العيدِ واتَّخَذَتْكَ رِيعا

وفي عدنِ استَقامَ الغدرُ حتى 
غدتْ طعناتُهُ حصناً منيعا

هنيئاً للتَّردِّي أنَّ شعباً
مِن الأحلامِ للمأساةِ بِيعَا

وأنَّ خروفَ صنعا سوف يُهدَى
لكبشٍ لن يُخالفَهُ صنِيعا

وأنَّ خريفَ شمسانَ استقالتْ
شواربُهُ لكي تلقى الربيعا

فطوبى للرحيلِ يقولُ جُرحٌ
على تضمِيدِنا لن يستَطيعا

وأغلقَ بابَهُ التأريخُ ضاقَ الـ
زمانُ بنا وكان بِنا وسِيعا

****

لِمَ الإصرارُ في صكِّ التحايا
بلا سببٍ ؟ أنستجدي الوضيعا ؟

ومرَّ تساؤلٌ في أثْر ثانٍ
وكانَ الردُّ مثلَهما فظيعا

****

إلى مَن أوقفوا الدُنيا لتمضي
جنازةُ مَن تَمَلَّكهُم قطيعا

ولوَّثَ فكرةَ البُشرى لتغدو
حديثاً - في مجالِسِنا- شنيعا

وإن أكلَ السرابُ يدَ الأماني
وإن شربَ ابتِسامَتَنا دموعا

لنا وطنٌ يُحوّلُ كلَّ غازٍ
إلى قبرٍ يُلَقَّنُهُ الرجوعا

بِنا قلقُ البحارِ وقد تَعرَّتْ
سواحلُها لِمن رامَ الوقوعا

وفينا لم يزلْ يَهذي تَحَدٍ
بهِ يغدو الفتى العاصي وديعا

مُجازفةً بأن يغتالَ ليلٌ
دقائقَهُ لكي ينسى الشموعا

****

أفِقْ يا ابنَ الردى ما كانَ عُمري
بصيراً في احتِشادِكَ أو سميعا

مرايا الوهمِ لن تُعطيكَ شِبراً
تَخيطُ بهِ تفاؤلَكَ الرقيعا

_______

15/8/2019

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص