الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
صَبِئتُ عَنْ حُلمِ البَسِيطَة - محمَّد المهدِّي
الساعة 18:46 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أَمَّا البُكَاءُ عَلَى المَكَانِ الهَادِئِ 
فَأَقَلُّ مَا حَمَلَتْهُ نَاقَةُ لاجِئِ

خَلفَ المَحَطَّةِ وَاوُ عَطفٍ نَازِحٌ 
مِنْ جَنَّةِ المَوَّالِ غَيرِ الهَانِئِ

ضَاقَتْ مَسَامَاتُ الحَكَايَا.. 
حُكَّ عَاطِفَتِيْ بِمِنقَارِ الشُّرُودِ الهَازِئِ

وَامشِ الهُوَينَا، دَمعَتَينِ، لأُمَّةٍ 
مَشغُولَةٍ بِالانتِحَابِ الطَّارِئِ

وَلأَنَّ أَعبَاءَ الطُّلُولِ ثَقِيلَةٌ 
لا تَلتَفِتْ لِلعَيشِ غَيرِ العَابِئِ

فَقَأَ الأَسَى عَينَ السُّكُونِ، وَكُلَّمَا 
حَدَّقتُ فِيْ رِئتِيْ، اختَنَقتُ بِفَاقِئِ

لَمْ تَبقَ عَينٌ لِلجِهَاتِ، بِشَمعَةٍ 
أَوْ نَجمَةٍ، تَحمِيْ بَصِيصَ مَخَابِئِ

وَالبَابُ/ بَابُ الرُّعبِ يَحرُسُ وَحشَهُ 
مِنْ لُطفِ أَخلاقِيْ وَعَطفِ مَبَادِئيْ

كَمْ وَحشَةٍ تَطَأُ الثَّرَى!!.. كَمْ حِكمَةٍ 
تَطَأُ الثُّرَيَّا!!.. وَالبَعِيدُ مَوَاطِئيْ

خَذَلَتنِيَ الغَايَاتُ، وَهيَ حَرَائقٌ 
كَجَهَنَّم الكُبرَى بِغَيرِ مَطَافِئِ

وَحَمَامَةُ النَّهرِ الَّتِيْ نَشَأَتْ عَلَى 
إِطلالَتِيْ، امتَلأَتْ بِلَيلٍ نَاشِئِ

مَا كُلُّ نَاشِئةٍ.. وَحِمْلُ بَعِيرِهَا 
بَحَّارَتِيْ.. مَوعُودَةٌ بِمَرَافِئيْ

لَمْ يَحتَرِمنِيْ جدوَلُ التَّقوِيمِ، 
وَالأَجرَاسُ قَائمَةٌ لِكُلِّ مُفَاجِئِ

وَقَفَ الشِّتَاءُ أَمَامَ وَجهِيَ عِندَمَا 
حَاوَلتُ أَنْ أَحظَى بِوَصلٍ دَافِئِ

وَتَعَثَّرَ الفَجرُ الحَمِيمُ بِجُثَّةِ الأَحلامِ 
خَلفَ الانتِظَارِ النَّاتِئِ

وَصَبِئتُ عَنْ حُلُمِ البَسِيطَةِ، قَبلَ أَنْ 
تَصحُوْ الخَلائقُ.. كُنتُ أَوَّلَ صَابِئِ

لَكِنَّ بُعدَ المَشرِقَينِ نَأَى، 
وَبُعدَ المَغرِبَينِ نَأَى، كَأَيِّ مُنَاوِئِ

فِيَّ انكَفَأتُ، وَلَمْ أُكَافِئْ عُزلَةَ الغَيبِيِّ.. 
يَا رُوحَ المَشِيئةِ: كَافِئيْ

مِنْ بَادِئِ الأَمرِ انشَغَلتُ 
بِحَالَةِ التَّكوِينِ لِلعَدَمِ، انشِغَالَ البَادِئِ

لَمْ تَحتَرِمنِيْ حَالَةُ الطَّقسِ الجَدِيرَةُ 
بِاحتِضَانِ المَهرَجَانِ النَّاكِئِ

أَلقَى السَّدِيمُ عَلَى الحُقُولِ كِتَابَهُ 
لَيسَ الفَنَاءُ مُكَلَّفًا بِالقَارِئِ

وَقَعَ الوُجُومُ عَلَى الوُجُومِ.. تَسَاقَطَتْ 
حِمَمُ الغِيَابِ عَلَى الغَرِيبِ الضَّامِئِ

وَمَوَانِئيْ انقَرَضَتْ، وَأُفْقُ رَوَاحِلِيْ 
كَالمِلحِ ذَابَ، عَلَى انقِرَاضِ مَوَانِئيْ

حَتَّى ذِرَاعُ الغَيمَةِ انْكَسَرَتْ 
كَمَا انكَسَرَ الحَنِينُ إِلَى رِمَالِ الشَّاطِئِ

هَيَّا انتَشِلنِيْ يَا إِلَهَ الوَقتِ مِنْ 
خَطَأِيْ، وَمِنْ هَذَا الوُجُودِ الخَاطِئِ

____________ـ 
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص