الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصة قصيرة
حلم الطفولة - مروان الشريفي
الساعة 17:23 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

في أحد المقاهي، جلست احتسي قهوتي، وبينما كان الصمت بستبد بالمكان، فكرت في كتابة شيء ما يخطر ببالي، تذكّرت أيام طفولتي.. ذلك الحلم الذي ظلَّ يراودني لامتلاك (دراجة هوائية)، لم ينقذني من حلمي ذاك إلَّا السنوات التي تعاقبت.. لتقول في الأخير لقد كبرت على ذلك. توقفت عن الكتابة، وبينما كنت أطوي الورقة، ظهر خلف الطاولة وجه طفل يبتسم.
_ قال: ماذا كتبت في هذه الورقة؟ 
شعرت بسعادة في إنني وجدت أخيرًا من يبادلني الحديث، قررت حالًا أن أدعوه للجلوس، وأن أطلب من النادل أن يجيئنا بالقهوة.. ولكن قبل ذلك سأجيب عن سؤاله حتى يقبل دعوتي التي سيسعدني قبوله بها.
_ قلت: من لحظة كنت أكتب عن حلم طفولتي الذي لم يتحقق. 
_ قال والدهشة تملأ عينيه: وما هو ذلك الحلم؟ 
قاطعني حضور النادل طلبت فنجانين من القهوة، بينما كان ينتظر الردَّ على سؤاله ويده تعبث بعلبة السجائر.
_ قلت: كان حلمي أن أمتلك دراجة هوائية.

ضحك ببراءة..قائلًا: استطيع أن أحقق حلمك..!

_ أجبت: كم يسعدتي ذلك، سأفكر في عرضك الكريم هذا ولكن ليس قبل أن تفضل بالجلوس.
برزت حبات العرق على أنفه الجميل، قلت في نفسي يا لغرابة هذا الطفل الذي أدهشتني جراءته في الحديث، ويخجل من دعوتي له بالجلوس التي ستكون فرصة جميلة في سبيل مواصلة الحديث. ولكنه بحزن أعتذر عن ذلك، وبحركة سريعة هبط بجسمة ليختفي وجهه من أمامي شاهدته يزحف بين طاولات المقهى بنصف جسد متجهًا نحو الباب، جاء النادل بالقهوة بينما أنا غارقًا في حيرتي العميقة، ويديّ تمزقان الورقة بعنف.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص