الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
غربة - حامد جوينة
الساعة 19:08 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

هل تظنُّونَ أنَّني غِبْتُ رَغبَةْ
أو شَربتُ النَّوَى فأدمَنْتُ غُربَةْ.؟
أو تعذَّبتُ بَطرَةً بِاختِياري
أو تَخَلَّيتُ عن هَواكمْ مَحَبَّةْ؟
أو تمنيتُ أن يطولَ غيابي
ليلةً عن أبي لأغتالَ قلبَةْ؟
أو تَناسَيتُ جَدَّتي بعض يوم
وهي كلُّ الذي أرى مِنذُ حِقبَة؟
هل تَظنُّونَني بِنادي السُّكارى
ألعبُ البَهلوانَ من دونِ جُبَّة؟
يا أبي، يا أخي، ويا كلَّ أهلي
منذ عقدٍ حقيبتي تحتَ أُهْبَةْ
لستُ أعمى ومْدرِكي ما تَعامَى 
أو لِغَيبوبَة المَدى مَا تَنَبَّهْ
غيرَ أني مقيدٌ وطريقي
شائكٌ ،واعِرٌ ،شِراكٌ ، ونُشْبَةْ
يا لِقلبي وقالَبي كيف أَحبو
نحوكم وهي لم تكن مُسْتَتَبَّة؟
هل تظنُّونَ أنَّ قلبي حديدٌ؟
ليتهُ صخرةٌ بصدري صَلبَةْ!!!
اااهِ ... منْ علقمِ الكلامِ ، ومِنهُ
الصمتُ أنكى مَرَارةً يا أَحِبَّهْ
أبلعُ الصمتَ شَوكةً أم أُخَلَّي
ثوبَ عِرضي مُعَرَضاً لِلْمَـسَبَّهْ؟
علقمُ الصمتِ لي من البَوحِ أشْفى
فابتساماتُ من يَكيدونَ صَعبَهْ
إن أذِع ما كَتَمتُهُ يَشْمَتوا بي
"أقربُ الناسِ ، أبَعدُ الناسِ قُربهْ"
كيف أسْطيعُ شَطبَكم من خيالي
والليالي بنَتْ لكم ألفَ تَبّهْ؟!!
كيف أنْسى بربِّكمْ كيف أنسى
وضميري مُؤَنِّبٌ لي بَحَربَة؟!
كنتمُ الحبَّ كنتمُ الدِّفءَ كنتمْ
أمنياتٌ كما السَّماوَاتِ رَحبَةْ
ما تغنّيتُ منذُ قَفَّيتُ عنكمْ
أو تَهَنّيْتُ في المَنافي بِشَربَة
أو توَجَّهتُ قِبلةً كي أصلى
مُذْ بَنى الشَّوقُ داخلي ألفَ كَعبَة
إنَّكُمْ حاضِرون حتَّى بِنَوْمي
فإذا نُمتُ ثُبْتُ سَبعينَ وثْبَهْ
وإذا قُمْتُ ليسَ إلا لأنِّي
لي عيونٌ لوصلِكمْ مُشْرَئِبَّهْ
اللّواتي الجراحُ تسكنُ قلبي
ما سواكمْ لنزفِهَا مِن أطِبَّةْ
حزنُ يعقوبَ ليسَ إلا بيومٍ
مِن بُكائي ولَوْعَتي المُسْتَشِبَّةْ
تحتَ جَفني زَرعتُ غابةَ حُزْنٍ
أصبحتْ من جَداول الدّمعِ خَصبَةْ
إنني أُنْفقُ السِّنينَ انتظاراً
لقَضاءٍ قَضَى مِنَ اللَّوحِ نَحبَةْ
أنطوي ثم أندبُ الحظَّ وَحدي
شاردُ الذِّهن أحسِبُ الصِّفرَ حِسْبة
دفترُ العُمرِ صَفحةٌ بعدَ أخرى
متنُها فيهِ نكبةٌ تِلْوَ نَكبَةْ
والحَوَاشِيُّ حاشا للهِ مِنها
لو أدارَ النَّصيبُ عَنِّيَ جَنْبَة
هذهِ الحَربُ مَزَّقَتْني شَِظايا
ورَمتني على الطَّريقِ كَلُعبَة
أكَلَ الدَّهرُ فوق عُمري، ووَجهي
كالمَغَاراتِ ، والكَرى ليسَ يَأبَهْ
لم أمُتْ رغمَ أنَّ مَن ماتَ فِعلَاً
ليسَ إلا بِما أعيشُ مُشَبَّهْ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص