الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أطفأتَ القصيدة - أحمد الجهمي
الساعة 11:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

وفتحتُ باب الليلِ ... ثمةَ نجمةٌ
تُرخي جدائلَها عليَّ وتُغدِقُ
.
تتلمّسُ الأوجاعَ
تنشبُ عطرَها في الأفقِ
تزهرُ في الأصابعِ ... تُشرقُ
.
.
بالأمسِ أشعلني عبيرُ مرورِها
سهوًا ... وكان النِّيلُ فيَّ يُحدّقُ
.
من أينَ ؟!
من بلدِ الكرامِ ...
ألم يزل يطوي مدائنَهُ الضَّياعُ ويُزهِقُ ؟
.
.
لا شيءَ إلا الموتُ يرخي ظلَّهُ فيها 
وداليةُ المآسي تورقُ 
.
.
أبناؤها نصبوا الخيامَ 
فأقبلت ريحٌ على أوتادِهِنَّ تَدَفَّقُ 
.
.
خلفَ التِّلالِ تضوعُ أغنيةُ الدُّجى
فيمن تركتَ، وهم بقلبِكَ أشرَقوا 
.
.
أرجوحتانِ من الضَّياعِ
سفينةٌ مخروقةٌ..
قومٌ هنالكَ أُغرِقُوا
.
.
لا شيءَ إلا الموتُ ينجبُ تائهًا
عن تائهٍ 
وفمُ الرّياحِ يُصفّقُ 
.
.
افتح... فتحتُ .. 
يداكَ ترتجفانِ
ألمحُ بلدةً أطيارُها تتشوَّقُ 
.
.
هبّ السَّرابُ على التلالِ فأيُّنا
ياليلُ يعصمُ، والسفينةُ تُخرَقُ ؟!
.
.
الحالكونَ استأثروا باللهِ لا حبًّـا
ولكنْ بالجهالةِ أوثقُوا 
.
.
يتنفّسونَ شذى الدّماءِ، وراحُهمْ
مُهجٌ تُراقُ وأضلعٌ تترقرقُ 
.
.
ويعاركونَ ضُحى الحقيقةِ 
عاريًا فمُهُم
وأشداقُ العُراةِ تَشقَّقُ
.
.
المنشبُونَ الجوعَ في أجسادِ أهليهم
كفى بالجوعِ ذُلاً يحرِقُ
.
.
وفتحتُ بابَ الليلِ
ثمَّةَ نجمةٌ ترنو إليَّ، وكلُّ شيءٍ مُطبِقُ
.

يا ليلُ أطفأتَ القصيدةَ !!
..كيفَ للشُعراءِ في زمنِ الرَّدى أن يعشقُوا ؟!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص