السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
أطفأتَ القصيدة - أحمد الجهمي
الساعة 11:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

وفتحتُ باب الليلِ ... ثمةَ نجمةٌ
تُرخي جدائلَها عليَّ وتُغدِقُ
.
تتلمّسُ الأوجاعَ
تنشبُ عطرَها في الأفقِ
تزهرُ في الأصابعِ ... تُشرقُ
.
.
بالأمسِ أشعلني عبيرُ مرورِها
سهوًا ... وكان النِّيلُ فيَّ يُحدّقُ
.
من أينَ ؟!
من بلدِ الكرامِ ...
ألم يزل يطوي مدائنَهُ الضَّياعُ ويُزهِقُ ؟
.
.
لا شيءَ إلا الموتُ يرخي ظلَّهُ فيها 
وداليةُ المآسي تورقُ 
.
.
أبناؤها نصبوا الخيامَ 
فأقبلت ريحٌ على أوتادِهِنَّ تَدَفَّقُ 
.
.
خلفَ التِّلالِ تضوعُ أغنيةُ الدُّجى
فيمن تركتَ، وهم بقلبِكَ أشرَقوا 
.
.
أرجوحتانِ من الضَّياعِ
سفينةٌ مخروقةٌ..
قومٌ هنالكَ أُغرِقُوا
.
.
لا شيءَ إلا الموتُ ينجبُ تائهًا
عن تائهٍ 
وفمُ الرّياحِ يُصفّقُ 
.
.
افتح... فتحتُ .. 
يداكَ ترتجفانِ
ألمحُ بلدةً أطيارُها تتشوَّقُ 
.
.
هبّ السَّرابُ على التلالِ فأيُّنا
ياليلُ يعصمُ، والسفينةُ تُخرَقُ ؟!
.
.
الحالكونَ استأثروا باللهِ لا حبًّـا
ولكنْ بالجهالةِ أوثقُوا 
.
.
يتنفّسونَ شذى الدّماءِ، وراحُهمْ
مُهجٌ تُراقُ وأضلعٌ تترقرقُ 
.
.
ويعاركونَ ضُحى الحقيقةِ 
عاريًا فمُهُم
وأشداقُ العُراةِ تَشقَّقُ
.
.
المنشبُونَ الجوعَ في أجسادِ أهليهم
كفى بالجوعِ ذُلاً يحرِقُ
.
.
وفتحتُ بابَ الليلِ
ثمَّةَ نجمةٌ ترنو إليَّ، وكلُّ شيءٍ مُطبِقُ
.

يا ليلُ أطفأتَ القصيدةَ !!
..كيفَ للشُعراءِ في زمنِ الرَّدى أن يعشقُوا ؟!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً