- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
- المكتب السياسي للمقاومة يشارك احتفالات الجالية في امريكا بعيد ثورة ٢٦ سبتمبر
- 120 خبيرًا سعوديًا وعالميًا يناقشون مستقبل التعلم مدى الحياة في مؤتمر "LEARN" بالرياض
المدينة لم تنم بعد، إنه الانفجار الخامس عشر هذه الليلة، الساعة اصبحت الثانية عشرة وهؤلاء الكلاب لم يتوقفوا بعد عن إطلاق صواريخهم، عجوز ترفع صوتها وهي تدعو عليهم، نساء يصرخن وأطفال يبكون، لعنات تنطلق من هنا وهناك، كنت وحيدا في المنزل الذي خلفتني فيه أسرتي النازحة لحمايته من العصابات التي تنهب المنازل والمحلات مستغلة نزوح الملاك، بطارية الهاتف توشك على النفاد والخازن الذي أشحنه كل يوم بأشعة الشمس قد نفد قبل حوالي ساعتين من الآن، ياإلهي كم يبدو الظلام مخيفا في مدينة تعز فالصمت الذي يقطعه صوت مدفع أو صاروخ يدوي هنا وهناك يشبه سكون القتلى الذين قتلوا بصمت مخيف ولم يعرهم الأحياء أي أهمية، القاتل في بلادي لم يعد سوى كاتب قصة ينال من وراء طلقاته التي يسطرها فوق رؤوس الضحايا المجد والشهرة والمال، أصبح المكان أكثر خوفاً بعد أن نفد الشحن من هاتفي المحمول فالهاتف هنا بمثابة الأم والأب والأخ والصديق والزوجة والابن، فهو الوسيلة الوحيدة التي نطرد بها خوفنا وأحزاننا، إنه السلاح الذي نقتل به كل مايضايقنا، دوى انفجار آخر عنيف يبدو أنه كان قريبا، اللعنات والصرخات التي أنتجها الانفجار كانت أكثر وأشد كما لاحظت، أصوات همهمات وأقدام تمشي بخطى سريعة من أمام المنزل، لايمكنني الاطلاع على مايحدث في الخارج فربما كانوا مسلحين لن يترددوا بإطلاق النار إن تنبهوا إليّ، وميض أحمر يخترق نافذة الغرفة يتبعه أصوات اشتباكات نارية، بدا الأمر بالنسبة لي أكثر رعبا مماكنت أتوقع عندما اخترق وابل من الرصاص نافذة الغرفة تكومت في ركن الغرفة المظلمة إلا من وميض الطلقات النارية الذي يدخل عبر النافذة المحطمة، لم أدر هل أصابني منها شيء أم لا?? كل ماكنت أحسه وأشعر به هو الخوف الذي تملك فؤادي ويقيني بالهلاك، كان ارتطامي بالحائط عنيفا أثناء هروبي إلى المطبخ لدرجة أني سقطت إلى الأرض ولم أعِ شيء بعد ذلك فالمطبخ هو أكثر الأماكن في منزلنا أمانا وقد نزحت أسرتي من المنزل وهي تذكرني بأن أحتمي بالمطبخ إن كان هناك أي اشتباكات سواءً كانت قريبة أم بعيدة.
حين استيقظت كان قد مضى على تلك الليلة ثلاثة أيام، وكنت مسجى على فراش أبيض في المستشفى وإلى جواري يجلس والدي الذي كان سبباً في إنقاذ حياتي عندما عرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الاشتباكات جرت في الحي الذي يقع فيه منزلنا فحاول الاتصال بي مرارا دون جدوى ليطمئن ليوجه بعد ذلك اتصالاته لجيراننا الذين بقوا في منازلهم رغم الخطر الذي يحيط بهم من كل جانب وقد فتحوا الباب بالقوة بإذن من والدي عندما لم يرد على طرقاتهم أحد وقد وجدوني في بركة من الدماء فاقدا للوعي، وقد عرفت من والدي أن عشرة من جيراننا لقوا مصرعهم وهم في منازلهم من بينهم نساء وأطفال كما جرح الكثيرون منهم.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر