- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
كان المطر يهطل بغزارة يا صاحبي.. في الشارع الرئيسي للعاصمة المرتعشة فوق الجبال تصفر في مبانيها الرياح.
وكان المساء يهبط وأشجار الكافور تتمايل وكأنما المطر يدغدغها وهو يتخلل أغصانها وأوراقها المبللة بقطراته الفضية كانت الأشجار تتمايل وكأنها تضحك أو تتراقص، ونحن البشر نخاف المطر يا صاحبي!
جرينا نأخذ مقاعدنا على حوافي بوفية التحرير، وصرخنا على الشاي بمرح ونحن ننفخ في ايدينا.. وجاء "الصلوي" وبراءة حقول الشعير في وجهه الضاحك، يحمل لنا فناجيل الشاي والبخار يتصاعد منها ليدفيء سطوح الوجوه.. بينما المطر لا يزال يتساقط في الشارع بغزارة. والأشجار تضحك وتتراقص وسط الريح، والسيارات تمرق غير مكترثة، والبشر يهرولون هاربين الى الدكاكين وزوائد السقوف... البشر ينتظرون الأمطار ويتمنونها، وحين تسقط يهربون منها.. في الحقيقة لم أجد تفسيرا لهذه الظاهرة يا صاحبي.
وخلا الشارع إلا من المطر والأشجار، وامرأة وحيدة تسير في وسطه متلفعة بشرشفها الأسود الذي يغطيها من الرأس حتى القدم.
امرأة فقط.. تسير وحيدة لا تلتفت.. تحت المطر وقد التصق قماش حجابها الأسود المبتل بجسدها الدقيق المتناسق... جسد امرأة يتحدى غزارة المطر، وصفير الرياح وعيون المتطلعين من تحت زوائد السقوف وفتحات الدكاكين وشرفة البوفية.. جسد امرأة شهي ومبتل يتحدى الرياح يثير الإشفاق والشجن.. فسألت الرفاق: لأنها امرأة يا غبي!
وفي الحقيقة لم أجد تفسيرا لهذه الظاهرة يا صاحبي. فما معنى أن يكون الإنسان امرأة؟ هل يلغي هذا آدميته؟ أليست كائنا بشريا مثلنا؟.. وقال الرفاق: العرف لا يسمح.. وقال الرفاق:
لقد التصق الثوب على تفاصيل جسدها.. انظر.. إن جسدها مثير وشهي..!
كان المطر ما زال يهطل بغزارة في الشارع الخالي إلا من الأشجار.. ومن كائن وحيد يلتفع السواد.. يسير وحيدا يسير ويرتعش دون أن يلتفت.
كائن بشري.. لكنه امرأة!
مجلة الحكمة اغسطس ١٩٧٥
من كتاب "لحظة .. يا زمن محمد المساح".
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر