- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
كان المطر يهطل بغزارة يا صاحبي.. في الشارع الرئيسي للعاصمة المرتعشة فوق الجبال تصفر في مبانيها الرياح.
وكان المساء يهبط وأشجار الكافور تتمايل وكأنما المطر يدغدغها وهو يتخلل أغصانها وأوراقها المبللة بقطراته الفضية كانت الأشجار تتمايل وكأنها تضحك أو تتراقص، ونحن البشر نخاف المطر يا صاحبي!
جرينا نأخذ مقاعدنا على حوافي بوفية التحرير، وصرخنا على الشاي بمرح ونحن ننفخ في ايدينا.. وجاء "الصلوي" وبراءة حقول الشعير في وجهه الضاحك، يحمل لنا فناجيل الشاي والبخار يتصاعد منها ليدفيء سطوح الوجوه.. بينما المطر لا يزال يتساقط في الشارع بغزارة. والأشجار تضحك وتتراقص وسط الريح، والسيارات تمرق غير مكترثة، والبشر يهرولون هاربين الى الدكاكين وزوائد السقوف... البشر ينتظرون الأمطار ويتمنونها، وحين تسقط يهربون منها.. في الحقيقة لم أجد تفسيرا لهذه الظاهرة يا صاحبي.
وخلا الشارع إلا من المطر والأشجار، وامرأة وحيدة تسير في وسطه متلفعة بشرشفها الأسود الذي يغطيها من الرأس حتى القدم.
امرأة فقط.. تسير وحيدة لا تلتفت.. تحت المطر وقد التصق قماش حجابها الأسود المبتل بجسدها الدقيق المتناسق... جسد امرأة يتحدى غزارة المطر، وصفير الرياح وعيون المتطلعين من تحت زوائد السقوف وفتحات الدكاكين وشرفة البوفية.. جسد امرأة شهي ومبتل يتحدى الرياح يثير الإشفاق والشجن.. فسألت الرفاق: لأنها امرأة يا غبي!
وفي الحقيقة لم أجد تفسيرا لهذه الظاهرة يا صاحبي. فما معنى أن يكون الإنسان امرأة؟ هل يلغي هذا آدميته؟ أليست كائنا بشريا مثلنا؟.. وقال الرفاق: العرف لا يسمح.. وقال الرفاق:
لقد التصق الثوب على تفاصيل جسدها.. انظر.. إن جسدها مثير وشهي..!
كان المطر ما زال يهطل بغزارة في الشارع الخالي إلا من الأشجار.. ومن كائن وحيد يلتفع السواد.. يسير وحيدا يسير ويرتعش دون أن يلتفت.
كائن بشري.. لكنه امرأة!
مجلة الحكمة اغسطس ١٩٧٥
من كتاب "لحظة .. يا زمن محمد المساح".
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر