الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ما كنتُ أدري ما الهوى - حامد جوينة
الساعة 20:21 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

ما كنتُ أدري ما الهوى لَولاهُ
أخلقتني ياربُّ كيْ أهواهُ؟

ما مَرَّ يوماً من أمامِ نوافِذِي
إلا ذكرتُ اللهَ من سَوّاهُ

تَبْدو لي الأفراحُ من أجفانِهِ
وتبوحُ لي أحلى المُنى عيناهُ

خلعَ الكَلامُ كَمالَهُ في شِعِرهِ
وإذا بهِ فوقَ الجَمالِ إلـٰهُ

أحببْتُهُ وأنا بِسِنِّ طُفولَتي
وعَشِقْتُهُ مِنْ قبلِ أنْ أَلْقَاهُ

من أيِّ فِردوسٍ أتَى هَذا الَّذي
أدناهُ مُشتاقٌ إلى أقْصاهُ

شجرُ الخَمائلِ تَنْتَشيْ بطوَافِهِ
أفلا يغيبُ الوعيُ حينَ أراهُ؟

حتِّى الثُّريَّا فيهِ منَّتْ نفسَها
حين ٱشْتَهتْ تَمشي بها قَدَمَاهُ

والزهرُ كادَ يموتُ في أكْمَامِهِ
ما إن مَضَى بِجِوَارِهِ أحيَاهُ

أفلا أطوفُ بِهِ وَقَلبي نَحلَةٌ
وبَراعِمُ الكلماتِ تَملأُ فاهُ؟

سبحانَ من جعلَ الرَّحِيقَ بِشِعرِهِ
عَسَلاً إذا نَطقتْ بهِ شَفَتَاهُ

غلَّفتُ قلبي باقةً وَوضعتُهُ
بطريْقِهِ فَلَعَلَّهُ يَرعاهُ

أقصى طُموحاتي وَجَنَّة نَاظري
رباهُ ما أحلاهُ ما أحلاهُ

يا ليتني طيفٌ يراهُ بحلمهِ
وأصابعي يا ليتَها حَلْواهُ

أو ليتَني كِسِجارةٍ جَوَّالةٍ
من كَفِّهِ إليُمنى إلى يُسراهُ

لابدَّ أن أُذكي الهوى في صَدرهِ
حتى أصيرَ أصيرَ كلَّ مُناهُ

ويكونَ نَحو مشاعِري مِعرَاجُهُ
ويكونَ بينَ ضفائِري مَسْراهُ

ويكونَ صَدرِي بَحرَهُ وسَريرَهُ
ويكونَ حُبِّي عطرَهُ وشَذَاهُ

ياربُّ زدْ ثَغريْ الجميلَ تَوَهُّجَاً
فإذا رآهُ يقولُ (ما أشهاهُ)!!

ياربُّ زدْ نهدي شموخاً عَارِمَاً
حتَّى يشاهدَهُ ولا يَنْساهُ

يارب زد خِصري نحولاً ساحِراً
حتى تخورَ من العَيِاءِ قُوَاهُ

يا ربُّ لستُ بَغِيَّةً ... لكنَّما
أُغْريهِ صَمتاً كيْ أنالَ رِضَاهُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص