الأحد 10 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
ن ……..والقلم
الهادئ ..الدمث ..العم جاود - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:26 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 12 مايو 2019
 

خسرت ، وخسارتي كبيرة ، إذ كلما رحل أحدهم احس أن الفجوة تكبر، اقصد أن الحكمة والقيم تخسران …

العم جاود ، من لايعرفه ، كيف لا نعرفه وهومن رسم على وجوهنا صبيانا فرحة لاحدود لها بعد أن نرى انفسنا بايدينا صورتخرج من استديوجاود نوري بشارع 26 سبتمبربتعز، حيث اودع الله هناك سراليمنيين …

اشهرشريكين لم ينفصلا ابدا من لحظة أن بدآ عملهم في استديوجاود وأحمد عبد المجيد بجانب دكان العزي عبد الله عبد اللطيف القدسي اشهرمن مد يده بالتشجيع للطلبة الدارسين في الاحمدية وناصر….

ظل جاود نوري وأحمد عبد المجيد شقيقين في عملهما ، ونقلا تلك الرمزية لأولادهما ، فكان طارق أحمد عبد المجيد رحمه الله شقيقا لعادل جاود إلى أن رحل طارق ، فحزن عليه عادل وإلى اللحظة: ((كلما أسافرإلى أي مكان في العالم فلابد أن تكون عودتي من القاهرة حيث امرلزيارة الشقة التي كنا فيها أيام الدراسة وهناك ابكي صاحبي ))...

كلما كنت انزل إلى تعز فمكانين مقدسين لابد أن أمرعليهما (( مقهاية الابي )) استعيد نفسي على وجه عبد الله الإبي ، و(( استديوجاود)) لزيارته والسلام عليه، يستقبلني بتلك الابتسامة الوادعة والترحيب الدمث ، ويحرص أن يريني وراء الزجاج كلما أكتب عن تعز ، إذ أذكره ، لابد ، والعم أحمد عبد المجيد اتصل إلى البيت لأسلم عليه بعد أن تقاعد عن العمل …..

العم جاود ظل مخلصا للكاميرا إلى آخرلحظة ، يحتظنها بحنان ، ويسجل لحظات الدهشة على وجوهنا، ويلتقط المناسبة وما أكثرها مناسبات مرت على شارع سبتمبرصديق عمي جاود وكاتم اسرار البشروالبلاد ، وحتى تلك اللحظة الاسطورة زيارة جمال عبد الناصر، فقد مر أمامه ، فالتقط الصورة الاشهروالأجمل ...ومن قبل جمال عبد الناصر كم مر السلال فسجل العم أحمد عبد المجيد مروره التاريخي بنفس الكاميرا التاريخية الذي اتمنى على شهاب من ورث ابيه حب الكاميرا، وعلى صديق العمر ولعبة الكيرم عند النجاشي ركن مدرسة ناصر ليالي رمضان ومعنا صديقينا محمد نعمان الشريف ، ومحمد عباس الشريف ، دكان والديهما للنظارات أمام استديو جاود، وميزالمدرسة المهندس عادل جاود نوري …..اتمنى عليهما الايفرطا في كاميرا والدهما الذي رحل بعيداعن الشارع الذي قضى عمره فيه محبا للناس عاشقا للمعة الفلاش …كم هو الشارع حزين على أيامه وعلى رفيق عمره جاود وأحمد عبد المجيد وسلسلة الدكاكين الأشهرفي البلاد كلها …..

لن انسى أنني لأول مرة في حياتي رأيت صورتي بعدسة العم جاود ، فقد كنت مارا ذات صباح من العام 64 من أمام الاستوديو، فقابلت عبد الجبارالنظاري (( أبو سنه )) ، وهو ابن جدتي ، مسكني : اصورك من أجل أمك ، فلم اجد نفسي الا أمام عدسة العم جاود ، ولازلت احتفظ بالصورة إلى اليوم ...طبعا اقتلب الكون يومها في تعز إذ كيف (( أتصور)) ، كان بعض أهلنا لايزالون ينظرون إلى التصويركما هي السينما كركوب الدراجة الهوائية على انه تصرف معيب !! …(( ترونها هنا بجانب صورته)) ..

سيحزن شارع سبتمبر مرتين ، الأولى أغلاق أبواب استوديو جاود ، والثاني أغلق قبله استديو أحمد عمرمن سجل اللحظة الأبشع في حياة اليمنيين (( اعدام الاحرار)) في ميدان الشهداء الذي له مكان في انفسنا لن يبرحها للحضور الجماهيري عليه تأييدا لثورة سبتمبرفيما بعد ….

كيف لتعز أن تكون بدون سبتمبر؟ وكيف لسبتمبران يكون بلاجاود وأحمد عبد المجيد ..!!!!..
يكفي العم جاود وصاحبه انهم مايزالان ويظلان في كل صورة على أي جدارفي تعز مدينة وريف …
لا اجد ما أقول وأنا حزين إلا رحمك الله ياعم جاود …وسلام لروح طه السقاف ...
والعزاء للصديقين شهاب وعادل جاود نوري ...وللعدسة كل ألق الأيام …

لله الأمرمن قبل نحو بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص