الاثنين 11 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
في ذكرى الظفاري العاشرة ...
الشعر الحميني وتاريخ اليمن من منظور مختلف - محمد عبد الوهاب الشيباني
الساعة 13:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


حين يدخل العام 2019 نصفه الثاني وتحديدا ( 12 تموز/ يوليو) ستكون روح الاستاذ الدكتور جعفر عبده صالح الظفاري ( جعفر الظفاري) ممسكة بفانوسها العاشر هناك في الاعالي، مثلما ظل الجسد النحيل والبسيط الذي يشبه هذه البلاد ، ممسكا به لإنارة العتمة لعميان الجغرافيا والتاريخ معا لخمسين عاما. 
لا يُستدل على الظفاري عند عشرات القراء ، وأنا واحد منهم ،الا من خلال كتابين يتيمين الاول صدر قبل وفاته بقليل والثاني جُمِّع وصدر بعيد وفاته بخمسة اعوام ، ومحتوى الكتابين في الاصل قليل من انصرافات الراحل العلمية والبحثية التي ابتدأت مطلع الستينيات ولم تتوقف الامع توقف قلبه بعد ثلاث وسبعين سنة في مدينة عدن ،التي ولد فيها في العام 1936.

 

الكتاب الثاني المعنون بـ" الشعر الحميني في اليمن" هو في الاصل ما قام بترجمته ، بعد الحاح شديد من طلابه وزملائه من، رسالة الدكتوراه التي تقدم بها لجامعة لندن في العام 1966 باللغة الانكليزية ونشرها في اعداد منفصلة من مجلة اليمن التي تصدر عن مركز الدراسات اليمنية بجامعة عدن ـ اللذان كان يرأسهما منذ التأسيس في 1986حتى وفاته في 2009، وساهم الدكتور احمد علي الهمداني بجهد واضح ورصين في تحريره واصداره بمدخل هو اقرب الى مقتربات لسيرة المؤلف بالإضافة الى مقدمة مكملة في العام 2014.
 

المنشور في هذا الكتاب هو اربعة ابحاث تشكل تقريبا الجزء الاهم من رسالة الدكتوراه التي تعد اول رسالة بهذا الاتجاه ،وفتحت تاليا الباب واسعا امام الدراسات التي اتخذت من الشعر الحميني موضوعاتها العلمية . وهذه الابحاث على التوالي " الشعر الحميني في اليمن ـ وقفة حول المصطلح " وهو ذات الموضوع الذي صار المقدمة الاهم في كتاب القلائد الحكمية "تاريخ الشعر الحميني في اليمن " و"بحور الشعر الحميني في الدواوين اليمنية" و" شعر الموشح العربي في الديار اليمنية" هي الابحاث المكملة في الكتاب، الذي صدر عن جامعة عدن في العام 2006. 
 

الكتاب الاول وعنوانه " عرف الخُزامى" صدر في العام 2008 ومكون من دراستين شديدتي الخصوصية والخطورة معا الاولى عنوانها " عقدة اللون الاسود ومسألة الوجود الفارسي في اليمن بعد الاسلام"، وكان قد نشرها المؤلف في مجلة الثقافة الجديدة في عدن في عددها الثالث من السنة الثالثة مارس 1974، وفي هذه الدراسة طرق المؤلف مالم يطرق من قبل من قِبل دارسي التاريخ وباحثيه، وفيها ، حسب مدخل الدراسة، ربط حرب الردة ـ التي دارت رحاها في اليمن ـ بالوجود الفارسي في هذه المنطقة ، واظهرت طبيعة هذه الردة كما تتبدى في نصوص مستقاة من الطبري وابن الديبع وغيرهما من المؤرخين، وهي في طبيعتها انتفاضة شعبية ضد استبداد المركز القرشي في مكة وليس ارتدادا عن الدين كما حاولت تسويقه القراءات التاريخية المدرسية والايديولوجية .
 

تتبعه التاريخي لحضور الكيان "الابناوي" في المنطقة اليمنية في ظل الاسلام وتصوير ما جرى لهذا المجتمع الغريب من احداث وخطوب وفي مقدمها طردهم من صنعاء وعودتهم اليها في سياق تحالفات سياسية جديدة ضمنت لرموزه ان يصيروا جزءا فاعلا في بنية الحكم حتى الان. 
 

تأكيده الى ان النظم الشعوبي في الادب العربي لم يبدأ الا في حدود المنطقة اليمنية، لتوافر بواعثه ودواعيه منذ مطلع القرن السابع الميلادي قبل ان يظهر في العراق وجغرافيته القريبة بعشرات السنين. واخيرا تفسير المعالم الاساسية في سيرة سيف بن ذي يزن على انها انعكاس لواقع نفسي اسهمت في تعميقه الشعوبية الفارسية والعرقية العربية.
 

الدراسة الثانية والمعنونة بـ " نشر عرف الخُزامى بذكر هجرة الصحابة الى الحبشة في ارض تهامة" ونشرت اول مرة في العدد17 مايو 2003 في مجلة اليمن التي تصدرها جامعة عدن، وفيها يصل الى استنتاجات ،بعد تأليفه بين اقوال متنافرة وتنقيتها مما يشتم فيها من عصبية او هوى او يدخل في باب الاوهام والخرافات، بان الهجرة كانت الى ارض الحبشة في تهامة ،وحسب قوله ان من الهذيان العلمي الذهاب الى ان الصحابة وصلوا اكسوم واستقروا فيها ، وحاوروا النجاشي الاعظم بلسان عربي مبين.
 

وغير هذين الكتابين يمكن اعتبار كتاب التابين ( وحده يحيا الظفاري) الذي صدر عنه بعد وفاته مؤلفا ناقصا له لاحتوائه على بعض من نتاجاته المنشورة في مجلة الثقافة الجديدة تحت عنوان " الحركات الشعبية في اليمن" وصحيفة 14 اكتوبر تحت مسمى "كشكول اليمن" ، ولم يحتويها قبلا اي اصدار مطبوع، وهي مواد في انصرافها العام تضاف الى الحقل الفكري والتاريخي الذي انغمس فيه الظفاري لعقود طويلة.
 

(*) الصور بعدسة الصديق الراحل عبد الرحمن عبد الخالق.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص